توقيت القاهرة المحلي 20:59:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العلاقات التركية السورية تاريخ معقد

  مصر اليوم -

العلاقات التركية السورية تاريخ معقد

بقلم : عبد اللطيف المناوي

لفهم، أو محاولة فهم، ما يحدث فى سوريا الآن من المهم معرفة بعض ملامح العلاقات السورية التركية، حيث إن تركيا لاعب رئيسى فى كل ما حدث

العلاقات بين البلدين تحمل فى طياتها تاريخًا معقدًا من الصراعات والتقارب، يعكس تعقيدات الجغرافيا السياسية للمنطقة. تمتد جذور هذه العلاقة إلى فترات ما قبل تأسيس الدول الحديثة، لكنها تأثرت بشكل كبير بالتحولات الإقليمية والدولية خلال القرن العشرين.

فى بداية القرن العشرين، وبعد انهيار الإمبراطورية العثمانية، ظهرت خلافات حول ترسيم الحدود بين الدولتين، خاصة فيما يتعلق بلواء الإسكندرون، (هاتاى حاليًا)، الذى ضمته تركيا عام ١٩٣٩، ما أدى إلى توتر دائم فى العلاقات. كما أن العلاقات لم تكن مستقرة خلال فترة الحرب الباردة، حيث دعمت سوريا الحركات الكردية التى كانت تسعى للاستقلال عن تركيا، وهو ما اعتبرته أنقرة تهديدًا لأمنها القومى.

مع وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة فى تركيا عام ٢٠٠٢، شهدت العلاقات تحسنًا ملحوظًا. قاد الرئيس التركى رجب طيب أردوجان سياسة خارجية ركزت على «صفر مشاكل مع الجيران»، مما أدى إلى توقيع اتفاقيات تجارية وأمنية مع سوريا، وتوسيع التعاون الاقتصادى والثقافى. تمثلت ذروة هذا التقارب فى زيارة الرئيس بشار الأسد لتركيا عام ٢٠٠٤.

تغيرت العلاقات بشكل جذرى مع اندلاع الأزمة السورية فى ٢٠١١. أيدت تركيا المعارضة السورية ودعمت الحركات المناهضة للنظام السورى، بينما اعتبر النظام السورى هذه الخطوة عدائية. كما أدى التدخل التركى المباشر فى سوريا، خاصة بعد صعود تنظيم «داعش» وسيطرة الأكراد على مناطق حدودية، إلى تعميق التوترات.

تركيا بررت تدخلها بأسباب أمنية، خاصة منع إنشاء كيان كردى على حدودها الجنوبية. هذا التدخل شمل عمليات عسكرية واسعة. وفى المقابل، اعتبرت سوريا هذه التحركات انتهاكًا لسيادتها.

لعبت روسيا وإيران، كطرفين رئيسيين فى الأزمة السورية، دورًا فى إدارة التوتر بين تركيا وسوريا. انضمت تركيا إلى مسار أستانا الذى رعته روسيا وإيران، بهدف إيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية. ورغم الاجتماعات المتكررة، فإن القضايا العالقة، مثل وجود القوات التركية فى شمال سوريا، مازالت تعوق التوصل إلى تفاهم شامل.

هناك ملفات شائكة فى الوقت الحالى. منها ملف اللاجئين السوريين، تستضيف تركيا حوالى ٣.٧ مليون لاجئ سورى، وهو ما يمثل تحديًا داخليًّا لتركيا، خاصة فى ظل تصاعد المشاعر المناهضة للاجئين. أيضًا تعتبر أنقرة وجود وحدات حماية الشعب الكردية (YPG) تهديدًا لأمنها القومى، بينما تدعمها الولايات المتحدة كحليف فى الحرب ضد «داعش».

رغم التعقيدات الحالية، كانت هناك بوادر تشير إلى إمكانية تحسين العلاقات، لكن الأحداث الأخيرة أطاحت فيما يبدو بهذا الاحتمال، بل الاتهامات بتورط تركيا فى إشعال ودعم تحركات المعارضة الأخيرة تعقد العلاقات المتوترة بالفعل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العلاقات التركية السورية تاريخ معقد العلاقات التركية السورية تاريخ معقد



GMT 12:03 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نقل عدوى لبنان إلى العراق

GMT 12:00 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

تأخرنا كثيرا دولة الرئيس!

GMT 11:59 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نواب هل يجرؤون على حجب الثقة ؟

GMT 11:56 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

«كاستنج» والتنقيب عن بئر نفط المواهب

GMT 08:07 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

دمشق وطهران والحرب الجديدة

GMT 08:06 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

«الصراع من أجل سوريا»

GMT 08:05 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

غزة. غزة... بقلم «جي بي تي»!.. بقلم «جي بي تي»!

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

... أن تكون مع لا أحد!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 20:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

مصر تؤكد على دعم سوريا وأهمية حماية المدنيين
  مصر اليوم - مصر تؤكد على دعم سوريا وأهمية حماية المدنيين

GMT 16:48 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق
  مصر اليوم - إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 15:07 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 07:34 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

شيخ الأزهر يستقبل توني بلير ويعرب عن دعمه لمصر

GMT 06:35 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خروج فتحي وسامي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة

GMT 00:26 2021 الأحد ,23 أيار / مايو

عمرو جمال يقترب من الانضمام لـ«بيراميدز»

GMT 11:47 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

شوبير يهاجم الكاف بسبب ملعب مباراة الأهلي وسونيديب

GMT 10:53 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

الكاف يبحث مقترحا جديدا بشأن مباراتي الزمالك وبطل تشاد

GMT 04:30 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

الزمالك يدرس بيع فرجاني ساسي ومحمود علاء

GMT 18:16 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

رينيه فايلر يرفض إراحة لاعبي الأهلي عقب لقاء المقاصة

GMT 04:01 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

Brabus تستعرض أسرع سيارات مرسيدس من الفئة "G"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon