توقيت القاهرة المحلي 10:09:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العلاقات التركية السورية تاريخ معقد

  مصر اليوم -

العلاقات التركية السورية تاريخ معقد

بقلم : عبد اللطيف المناوي

لفهم، أو محاولة فهم، ما يحدث فى سوريا الآن من المهم معرفة بعض ملامح العلاقات السورية التركية، حيث إن تركيا لاعب رئيسى فى كل ما حدث

العلاقات بين البلدين تحمل فى طياتها تاريخًا معقدًا من الصراعات والتقارب، يعكس تعقيدات الجغرافيا السياسية للمنطقة. تمتد جذور هذه العلاقة إلى فترات ما قبل تأسيس الدول الحديثة، لكنها تأثرت بشكل كبير بالتحولات الإقليمية والدولية خلال القرن العشرين.

فى بداية القرن العشرين، وبعد انهيار الإمبراطورية العثمانية، ظهرت خلافات حول ترسيم الحدود بين الدولتين، خاصة فيما يتعلق بلواء الإسكندرون، (هاتاى حاليًا)، الذى ضمته تركيا عام ١٩٣٩، ما أدى إلى توتر دائم فى العلاقات. كما أن العلاقات لم تكن مستقرة خلال فترة الحرب الباردة، حيث دعمت سوريا الحركات الكردية التى كانت تسعى للاستقلال عن تركيا، وهو ما اعتبرته أنقرة تهديدًا لأمنها القومى.

مع وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة فى تركيا عام ٢٠٠٢، شهدت العلاقات تحسنًا ملحوظًا. قاد الرئيس التركى رجب طيب أردوجان سياسة خارجية ركزت على «صفر مشاكل مع الجيران»، مما أدى إلى توقيع اتفاقيات تجارية وأمنية مع سوريا، وتوسيع التعاون الاقتصادى والثقافى. تمثلت ذروة هذا التقارب فى زيارة الرئيس بشار الأسد لتركيا عام ٢٠٠٤.

تغيرت العلاقات بشكل جذرى مع اندلاع الأزمة السورية فى ٢٠١١. أيدت تركيا المعارضة السورية ودعمت الحركات المناهضة للنظام السورى، بينما اعتبر النظام السورى هذه الخطوة عدائية. كما أدى التدخل التركى المباشر فى سوريا، خاصة بعد صعود تنظيم «داعش» وسيطرة الأكراد على مناطق حدودية، إلى تعميق التوترات.

تركيا بررت تدخلها بأسباب أمنية، خاصة منع إنشاء كيان كردى على حدودها الجنوبية. هذا التدخل شمل عمليات عسكرية واسعة. وفى المقابل، اعتبرت سوريا هذه التحركات انتهاكًا لسيادتها.

لعبت روسيا وإيران، كطرفين رئيسيين فى الأزمة السورية، دورًا فى إدارة التوتر بين تركيا وسوريا. انضمت تركيا إلى مسار أستانا الذى رعته روسيا وإيران، بهدف إيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية. ورغم الاجتماعات المتكررة، فإن القضايا العالقة، مثل وجود القوات التركية فى شمال سوريا، مازالت تعوق التوصل إلى تفاهم شامل.

هناك ملفات شائكة فى الوقت الحالى. منها ملف اللاجئين السوريين، تستضيف تركيا حوالى ٣.٧ مليون لاجئ سورى، وهو ما يمثل تحديًا داخليًّا لتركيا، خاصة فى ظل تصاعد المشاعر المناهضة للاجئين. أيضًا تعتبر أنقرة وجود وحدات حماية الشعب الكردية (YPG) تهديدًا لأمنها القومى، بينما تدعمها الولايات المتحدة كحليف فى الحرب ضد «داعش».

رغم التعقيدات الحالية، كانت هناك بوادر تشير إلى إمكانية تحسين العلاقات، لكن الأحداث الأخيرة أطاحت فيما يبدو بهذا الاحتمال، بل الاتهامات بتورط تركيا فى إشعال ودعم تحركات المعارضة الأخيرة تعقد العلاقات المتوترة بالفعل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العلاقات التركية السورية تاريخ معقد العلاقات التركية السورية تاريخ معقد



GMT 08:07 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

دمشق وطهران والحرب الجديدة

GMT 08:06 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

«الصراع من أجل سوريا»

GMT 08:05 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

غزة. غزة... بقلم «جي بي تي»!.. بقلم «جي بي تي»!

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

... أن تكون مع لا أحد!

GMT 08:02 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

غول الترمبية والإعلام الأميركي... مرة أخرى

GMT 08:01 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الصراع في سوريا وحول سوريا

GMT 08:00 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

سوريا واللحظة الحرجة!

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ترمب ــ «بريكس»... وعصر القوى المتوسطة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 04:54 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة
  مصر اليوم - الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة

GMT 22:57 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

رانيا يوسف تشارك عصام عمر مسلسل نص الشعب اسمه محمد رمضان 2025
  مصر اليوم - رانيا يوسف تشارك عصام عمر مسلسل نص الشعب اسمه محمد رمضان 2025

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 23:04 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يحرز الهدف الأول لليوفي في الدقيقة 13 ضد برشلونة

GMT 06:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تتأهل إلى نهائيات "أمم أفريقيا" رغم التعادل مع تنزانيا

GMT 05:53 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موضة ألوان ديكورات المنازل لخريف وشتاء 2021

GMT 09:41 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسن يعلن قائمة الاتحاد السكندري لمواجهة أسوان

GMT 03:51 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الدفاع يشهد المرحلة الرئيسية للمناورة ”ردع - 2020”

GMT 04:56 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فنادق تعكس جمال سيدني الأسترالية اكتشفها بنفسك

GMT 23:44 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين

GMT 11:46 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

جوارديولا يهنئ ليفربول بـ كأس الدوري الإنجليزي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon