توقيت القاهرة المحلي 10:38:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل تسعى إيران حقًّا إلى السلاح النووي؟

  مصر اليوم -

هل تسعى إيران حقًّا إلى السلاح النووي

بقلم : عبد اللطيف المناوي

 

السؤال حول ما إذا كانت إيران تسعى بالفعل إلى تطوير أسلحة نووية يظل أحد أكثر القضايا إثارة للجدل فى السياسة الدولية. يعتمد الجدل على مزيج من الأدلة التقنية، والتصريحات السياسية، والتقييمات الاستراتيجية. وهنا نحاول الشرح المجرد. تنفى إيران بشكل مستمر أنها تسعى لتطوير أسلحة نووية، مؤكدة أن برنامجها النووى مخصص فقط للأغراض السلمية، مثل توليد الطاقة والبحث الطبى. يدعم هذا الادعاء عضوية إيران فى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT)، التى وقعتها عام 1968. تمنح المعاهدة إيران الحق فى تطوير الطاقة النووية السلمية، لكنها تحظر تطوير أسلحة نووية.

ومع ذلك، تتهم دول غربية، وخاصة الولايات المتحدة وإسرائيل، إيران بالسعى لتطوير برنامج سرى للأسلحة النووية. وتشمل الأدلة على ذلك ما تم رصده من أنشطة سابقة، حيث أشار تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) فى عام 2011 إلى أن إيران كانت منخرطة فى أنشطة تتعلق بتطوير جهاز نووى قبل عام 2003. كما أن إيران خصبت اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60٪، وهى نسبة أعلى بكثير من الحد المسموح به بموجب الاتفاق النووى لعام 2015 (3.67٪). وعلى الرغم من أن نسبة 60٪ أقل من النسبة المطلوبة لصنع الأسلحة (90٪)، فإنها تثير القلق. وكان تقييد وصول المفتشين إلى بعض منشآتها النووية مثيرًا للمخاوف بشأن وجود أنشطة غير معلنة.

لماذا قد تسعى إيران لتطوير أسلحة نووية؟ هذا هو السؤال.

إذا كانت إيران تسعى لتطوير أسلحة نووية، فإن هناك أسبابًا استراتيجية وجيوسياسية قد تفسر دوافعها. منها الردع، حيث تعتقد إيران أنها مهددة من دول محيطة معادية، لذلك قد ترى فى السلاح النووى وسيلة للردع. كذلك من أهداف إيران بسط نفوذها إقليميًّا. ويعزز امتلاك إيران للسلاح النووى مكانتها كقوة مهيمنة فى الشرق الأوسط.

أما استراتيجية البقاء فإنها عامل مهم فى العقلية الإيرانية، قد ينظر النظام الإيرانى إلى السلاح النووى كضمان ضد أى محاولات لتغيير النظام، مستشهدًا بمصير دول غير نووية مثل العراق وليبيا. أيضًا يمثل البرنامج النووى مصدر فخر قوميًا وإنجازًا تقنيًّا يعزز شرعية النظام الذى يعانى داخليًا.

إذا كانت إيران تسعى لتطوير أسلحة نووية، فإنها تواجه عدة عقبات رئيسية منها الضغط الدولى الرافض والمحاصر للرغبة الإيرانية. الاتفاق النووى لعام 2015 والعقوبات الدولية صُمما لتقييد البرنامج النووى الإيرانى. ورغم انهيار الاتفاق بعد انسحاب الولايات المتحدة منه عام 2018، لا تزال المفاوضات مستمرة لإحيائه.

وكذلك الضربات العسكرية الإسرائيلية. وقد حذرت مرارًا من أنها لن تسمح لإيران بتطوير أسلحة نووية. يضاف لذلك العقوبات الاقتصادية والاضطرابات الداخلية.

لا يزال المجتمع الدولى منقسمًا بشأن كيفية التعامل مع هذه القضية، بين الدعوة للدبلوماسية والمطالبة بالاحتواء أو العمل العسكرى. ستحدد نتائج تفاعلات الشرق الأوسط المستقبل المحتمل للبرنامج النووى الإيرانى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تسعى إيران حقًّا إلى السلاح النووي هل تسعى إيران حقًّا إلى السلاح النووي



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon