توقيت القاهرة المحلي 13:02:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مُعتادون على الجرائم!

  مصر اليوم -

مُعتادون على الجرائم

بقلم : عبد اللطيف المناوي

فى فجر يوم أمس السبت، ارتكب الطيران الحربى الإسرائيلى مجزرة جديدة فى حى الدرج شرق مدينة غزة، حيث استهدفت غارة جوية مدرسة «التابعين» التى كانت تؤوى نازحين فلسطينيين.

هذه الجريمة، التى أسفرت عن مقتل أكثر من ١٠٠ شخص وإصابة العشرات بجروح خطيرة، تعكس تصعيدًا غير مسبوق فى مسلسل الإبادة، الذى يتعرض له الشعب الفلسطينى منذ السابع من أكتوبر حتى اليوم.

الهجوم وقع أثناء تأدية النازحين صلاة الفجر، ما يضفى بُعدًا جديدًا لا يقل بشاعة على وحشية الاعتداءات الإسرائيلية السابقة فى صبرا وشاتيلا بلبنان وفى مدرسة بحر البقر هنا فى مصر، غير عشرات الجرائم التى ارتكبها الجنود الصهاينة فى الحرم الإبراهيمى وغيرها وغيرها.

ما حدث فى الفجر الدامى لا يختلف فى دمويته عما ارتكبته إسرائيل فى السابق، فالطائرات الإسرائيلية أسقطت ثلاثة صواريخ على مدرسة «التابعين»، ما أدى إلى تحول الأجساد إلى أشلاء، واندلاع حرائق هائلة فى كل مكان فى المدرسة، التى تؤوى نازحين تركوا بيوتهم بفعل القصف الإسرائيلى.

حاولت فرق الإنقاذ انتشال الجثامين وإنقاذ المصابين، لكن حجم الدمار جعل من الصعوبة انتشال ناجين!.

الجيش الإسرائيلى برر الهجوم قائلًا إنه استهدف «مركز قيادة وسيطرة» مزعومًا تابعًا لحركة حماس، لكن هذا الادعاء، الذى يفتقر إلى دلائل واضحة، يأتى فى سياق متواصل من استهداف المدنيين والنازحين، وهو ما تندد به حركات المقاومة الفلسطينية والمنظمات الإنسانية، ليبرز السؤال المهم، وهو: أين يذهبون؟.

حركة حماس وصفت الهجوم بـ«الجريمة المروعة»، واعتبرته تصعيدًا خطيرًا ضد المدنيين فى قطاع غزة، بينما وصفت حركة الجهاد الإسلامى الهجوم بأنه «جريمة حرب مكتملة الأركان»، مؤكدة أن الذرائع الإسرائيلية السابقة لتدمير المدارس والمستشفيات كانت كاذبة.

هذا الهجوم هو الأحدث فى سلسلة من الهجمات على المدارس التى تؤوى نازحين، حيث ارتفع عدد المدارس المستهدفة فى غزة إلى ست خلال أسبوع واحد فقط. هذه الهجمات تأتى فى وقت حساس، حيث يشهد قطاع غزة أزمة إنسانية خانقة، ربما تأتى فى سياق الدفع الإسرائيلى لتهجير الفلسطينيين حقًّا، وهو ما رفضته مصر منذ أيام.

العدوان المستمر والتدمير الممنهج للمدنيين فى غزة يعكس فشلًا ذريعًا فى النظام الدولى لحماية حقوق الإنسان، كما يستدعى تحركًا عاجلًا من الدول العربية ذات الكلمة والتأثير فى جميع المحافل الدولية لأن تتحرك لوقف هذه المجازر التى ترتكبها إسرائيل، التى للأسف اعتادت ذلك خلال تاريخها، فى ظل حالة من اللامبالاة وعدم محاسبة للجناة، بل فى ظل دعم مالى أخير من الولايات المتحدة الأمريكية بمليارات الدولارات، ما جعل القوانين الدولية ومبادئ حقوق الإنسان حبرًا على ورق ملطخ بالدماء.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مُعتادون على الجرائم مُعتادون على الجرائم



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon