بقلم : عبد اللطيف المناوي
فى السنوات الأخيرة، أصبح المؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعى من أبرز اللاعبين فى الساحة السياسية، وخاصة فى الولايات المتحدة، حيث أصبحت هذه المنصات جزءًا لا يتجزأ من الحملات الانتخابية. تأثيرهم لا يقتصر فقط على تشكيل آراء الناخبين، بل يمتد إلى زيادة المشاركة السياسية، وفى بعض الأحيان، التأثير بشكل مباشر على نتائج الانتخابات.
فى الانتخابات الأمريكية، تحديدًا فى انتخابات ٢٠١٦ و٢٠٢٠، استغل المرشحون السياسيون والشخصيات المؤثرة منصات التواصل الاجتماعى للوصول إلى جمهور واسع. المؤثرون يتمتعون بقدرة فريدة على التواصل مع متابعيهم بطرق شخصية وفورية، ما يخلق نوعًا من الثقة والمصداقية، التى يمكن أن تكون مؤثرة فى تشكيل قرارات الناخبين. هذا التأثير يُتوقع أن يستمر فى الانتخابات المقبلة، وربما بشكل أشد وضوحًا وتأثيرًا.
من الملاحظ أن المؤثرين الذين يدعمون دونالد ترامب يميلون إلى استخدام استراتيجيات مباشرة ورسائل واضحة. فى المقابل، يواجه المؤثرون الداعمون لكامالا هاريس تحديات تتعلق بالدفاع عنها فى سياق قضايا معقدة مثل الصراع فى غزة وحركة «عدم التصويت». بالإضافة إلى ذلك، هناك تحول بين بعض المؤثرين الذين كانوا يدعمون الديمقراطيين سابقًا إلى دعم مرشحين مثل جيل ستاين أو كانييه ويست، ما قد يقلل من الأصوات لصالح الحزب الديمقراطى فى الانتخابات المقبلة.
أما على الجانب الآخر من المؤثرين الذين دعموا دونالد ترامب تأتى «كيندال جينر»، عارضة الأزياء، شقيقة كيم كاردشيان، من بين المؤثرين الذين أثاروا الجدل بدعمهم غير المباشر لسياسات ترامب، خاصة فيما يتعلق بالاقتصاد والضرائب. ورغم أنها لم تعلن صراحة تأييدها لترامب، فإن تأثيرها على متابعيها، خاصة بين الشباب المحافظين، كان واضحًا.
«كانييه ويست»، مغنى الراب الشهير، ورغم ترشحه للانتخابات بنفسه، فإنه كان داعمًا قويًّا لترامب فى فترة سابقة. وجوده فى الساحة السياسية، سواء كمرشح مستقل أو كمؤيد سابق لترامب، أثار الكثير من الجدل، وشد انتباه فئة كبيرة من الناخبين الشباب.
المؤثرون أصبحوا لاعبين رئيسيين فى الحملات الانتخابية الأمريكية، سواء من خلال دعمهم لمرشحين محددين أو بتوجيه الحوار العام حول القضايا الانتخابية. وما ذكرنا من أسماء مجرد نماذج.