توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هوكشتاين في لبنان

  مصر اليوم -

هوكشتاين في لبنان

بقلم : عبد اللطيف المناوي

كثّف آموس هوكشتاين، المنسق الرئاسى الخاص للولايات المتحدة، زياراته إلى لبنان مؤخرًا.. فى إشارة إلى جهود أمريكية متجددة للتوسط من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وربما اتفاق سلام بين لبنان وإسرائيل.

تأتى هذه المبادرة بعد نجاح هوكشتاين فى التوسط فى اتفاق ترسيم الحدود البحرية عام 2022، الذى شكّل لحظة نادرة من التعاون بين البلدين. ومع ذلك، فإن الرهانات المرتفعة تقابلها تحديات كبيرة، مما يثير تساؤلات حول فرص نجاحه والعقبات التى يواجهها.

وتهدف أمريكا من هذه الزيارة إلى تحقيق الاستقرار فى المنطقة المضطربة، ويظل لبنان وإسرائيل فى حالة حرب من الناحية التقنية، حيث تحدث تصعيدات متفرقة، خاصة على طول الحدود البرية المتنازع عليها.

الجانب المهم أن لبنان يعانى من انهيار اقتصادى غير مسبوق، فيما تواجه إسرائيل أزمات داخلية واضطرابات سياسية.. لهذا ترى الولايات المتحدة فرصة للبناء على زخم اتفاق الحدود البحرية من خلال معالجة النزاعات الحدودية البرية طويلة الأمد وتقليل مخاطر التصعيد العسكرى.

أثبت هوكشتاين أنه مفاوض بارع، وحاز مصداقية لدى كلا الطرفين. إن نجاحه فى التوسط فى اتفاق الحدود البحرية يظهر قدرته على التعامل مع تعقيدات الدبلوماسية فى الشرق الأوسط.

مع ذلك، فإن الطريق إلى اتفاق سلام أو حتى وقف إطلاق نار يتطلب تقديم تنازلات كبيرة، وهو أمر حساس سياسيًا لكلا الطرفين.

ويشهد المشهد السياسى فى لبنان انقسامًا عميقًا، حيث لا توجد حكومة فعّالة أو رئيس حاليًا. يجعل هذا الانقسام من الصعب التوصل إلى موقف لبنانى موحد فى المفاوضات، يتمتع حزب الله بنفوذ كبير، وغالبًا ما تتعارض أولوياته مع أولويات الفصائل السياسية الأخرى، مما يعقد الجهود للوصول إلى توافق.

يعد حزب الله لاعبًا رئيسيًا فى المشهد السياسى والعسكرى اللبنانى، وهو عامل حاسم فى أى مبادرة سلام. ينظر الحزب إلى إسرائيل كعدو وجودى وقد يعارض أى اتفاق قد يُضعف مبررات احتفاظه بميليشياته المسلحة.. علاوة على ذلك، قد تؤدى أى خطوات نحو «التطبيع» مع إسرائيل إلى ردود فعل عنيفة من قبل مؤيدى الحزب وحليفه الإقليمى، إيران.

سنوات من العداء خلَّفت جروحًا عميقة على كلا الجانبين، ولايزال الشك العام حول فرص السلام مرتفعًا. بناء الثقة سيتطلب ليس فقط اختراقات دبلوماسية، بل أيضًا خطوات ملموسة تظهر الفوائد المتبادلة.

قد يكون تحقيق اتفاق سلام شامل طموحًا للغاية على المدى القصير، لكن جهود هوكشتاين قد تؤدى إلى تحقيق تقدم تدريجى.. يمكن أن يمثل إنشاء آليات لإدارة النزاعات الحدودية ومنع التصعيد العسكرى إنجازًا كبيرًا، حتى لو ظل التطبيع الكامل بعيد المنال. تجربته ودعم الولايات المتحدة له يضعانه فى موقع جيد لتسهيل هذه الخطوات التدريجية، لكن النجاح يعتمد فى النهاية على استعداد كلا الطرفين لتقديم التنازلات.

إذا نجحت هذه الجهود، فإن الخطوات الصغيرة قد تضع أساسًا لتحقيق استقرار أكبر فى واحدة من أكثر مناطق الشرق الأوسط اضطرابًا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هوكشتاين في لبنان هوكشتاين في لبنان



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon