توقيت القاهرة المحلي 04:58:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

  مصر اليوم -

1000 يوم ومازالت الغرابة مستمرة

بقلم : عبد اللطيف المناوي

مرَّ ١٠٠٠ يوم كاملة على بدء الحرب الروسية- الأوكرانية، مرَّ ألف يوم ومازالت أغرب حرب شاهدتها أو قرأت عنها مستمرة. تلك الحرب التى بدأت بضبابية شديدة، عن الأسباب والخسائر والمكاسب، ثم امتدت آثارها لتشمل العالم كله، ولكن ظلت حالة الضبابية مستمرة، حول موعد انتهائها ومطالب كل طرف منها.

يُقال إن عدد القتلى المدنيين تجاوز ١١ ألف شخص، منهم حوالى ٦٠٠ طفل، والإصابات وصلت إلى حوالى ٢٥ ألفًا، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة الأخيرة، مع صعوبة توثيق الأرقام بشكل كامل.

هذه الصعوبة هى ما أقصده بالضبابية، البعض يرجح أن الواقع سيئ، والبعض الآخر يقول إنها ليست حربًا بالمعنى المفهوم، وبين ذاك وذلك يُقال إن هناك مدينة كمدينة ماريوبول تحولت إلى رماد، ويقال كذلك إن منشآت فى الجانبين سُويت بالأرض! لكن لا صور ولا تقارير ولا إعلان بين الجانبين.

ربما يحرص الطرفان على إبقاء أرقام خسائرهما طى الكتمان، ولكن المعروف أن الحرب لم تحصد الأرواح فقط، بل دمرت المجتمع الأوكرانى من الداخل، فقد اضطر أكثر من ٦ ملايين أوكرانى للفرار إلى أوروبا، فيما أصبح نحو ٤ ملايين نازحين داخليًا. كما تسببت الحرب فى انخفاض عدد السكان بنحو ١٠ ملايين نسمة، أى ربع سكان أوكرانيا قبل الغزو. هذا النزيف السكانى يهدد النسيج المجتمعى ويضع مستقبل البلاد على المحك، مع تراجع معدلات المواليد إلى مستويات غير مسبوقة.

يُقال أيضًا إن روسيا تحتل اليوم خُمس مساحة أوكرانيا، بما فى ذلك معظم دونباس وساحل بحر آزوف، فيما تتعرض البنية التحتية والمواقع الحيوية للقصف المستمر، ورغم محاولات أوكرانيا شن هجمات مضادة، إلا أن استعادة الأراضى المحتلة يبدو صراعًا طويل الأمد يتطلب موارد أكبر بكثير مما هو متاح حاليًا.

من الناحية الاقتصادية، تشهد أوكرانيا حالة انهيار شبه شامل، فقد انكمش الاقتصاد بنحو الثلث عام ٢٠٢٢، وعلى الرغم من محاولات الانتعاش، فإنه لايزال يمثل ٧٨٪ فقط من حجمه قبل الغزو، ووصلت تكلفة إعادة الإعمار إلى نحو ٤٨٦ مليار دولار، وهو رقم ضخم يتجاوز الناتج المحلى الإجمالى للبلاد بمراحل. بينما تشهد روسيا صعوبات اقتصادية، تبقى أيضًا طى الكتمان.

الحرب الروسية- الأوكرانية حرب غريبة حقًا، لكنها تحمل كذلك مأساة إنسانية وعسكرية واقتصادية متشابكة، وإذا استمر الصراع الغريب على هذا النحو فإن الأضرار قد تصبح مستعصية على الإصلاح. وعلى الرغم من الدعم الغربى المتواصل، إلا أن هذا الدعم وحده لن يكون كافيًا لإنقاذ البلاد.

١٠٠٠ يوم من الحرب كشفت أن الحروب ليست انتصارًا للأقوى، بل معاناة يتحملها الأبرياء. الوقت الآن ليس لصناعة البطولات، بل لإيجاد مخرج يُنهى هذا النزيف المستمر، ويعيد السلام والاستقرار للشعبين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

1000 يوم ومازالت الغرابة مستمرة 1000 يوم ومازالت الغرابة مستمرة



GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 14:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 14:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon