بقلم : عبد اللطيف المناوي
لا أعلم على وجه التحديد ما كان يدور فى عقل منظمى التجمع الانتخابى للمرشح دونالد ترامب فى ولاية مونتانا، وهم يعرضون مقطعًا خاصًّا لأغنية سيلين ديون «my heart will go on» أغنية فيلم «تايتانيك» الشهيرة.
فالأغنية لا علاقة لها بالانتخابات، ولا بترامب، ولا حتى تحتوى على أى رمز من الممكن أن يستخدمه ترامب أو مناصروه للدعاية له، بل هى أغنية رومانسية فقط.
سيلين ديون من جانبها رفضت حتى هذا الأمر مؤكدة أنها لم توافق عليه، وأنه من المفترض ألا يكون مصرحًا به. يبدو أن سيلين ديون التى ظهرت فى حفل افتتاح أوليمبياد باريس معشوقة من ترامب أو مناصريه، أو يبدو أنها من الوجوه الفنية التى يسعى المرشح الجمهورى إلى اجتذابها نحوه، حيث ارتبط اسمها من قبل بالغناء فى حفل تنصيب ترامب، يناير ٢٠١٧، عندما تولى الرئاسة، لكن سيلين وقتها رفضت بشدة.
الحقيقة أن مسألة جذب المرشحين لنجوم وفنانى هوليوود ليست جديدة، حيث كان لتأييد بعض النجوم مثل روبرت دى نيرو وميريل ستريب وتايلور سويفت تأثير كبير فى مشهد الانتخابات السابق، ولكن المشهد الحالى يبدو أشد ضبابية، وهذا مختلف تمامًا عن الانتخابات السابقة، التى دعم فيها كثير من النجوم بايدن، مثل باربارا استرايسند وجينيفر أنستون وبراد بيت وبيونسيه.
هؤلاء النجوم ربما التزموا الصمت تجاه المعركة الحالية بين ترامب وكامالا هاريس، خصوصًا بعد سياسات الديمقراطيين التى لم يوافق عليها أغلب الشعب الأمريكى، مثل موقفهم من الحرب الروسية الأوكرانية، وزيادة الضرائب. بينما عبر الممثل المعروف دواين جونسون عن تراجعه عن دعم الديمقراطيين، مشيرًا إلى أنه سيُبقى موقفه السياسى لنفسه. كما أعلنت مغنية الراب الشهيرة كاردى بى عن قرارها بمقاطعة الانتخابات القادمة، مستنكرةً إخفاقات الديمقراطيين فى القضايا الداخلية والخارجية.
أما ترامب، فتجمعه علاقات وطيدة بنجوم هوليوود بفضل خلفيته فى مجال الإنتاج والترفيه. وقد شهدت حملاته فى انتخابات ٢٠١٦ و٢٠٢٠ دعم بعض المشاهير مثل كيم كارديشيان وباريس هيلتون. وفى هذه الانتخابات أعلن بعض النجوم دعمهم للمرشح الجمهورى بشكل علنى، مثل المغنية وعارضة الأزياء أمبير روز والممثل المعروف جون فويت ومغنى الراب كانييه ويست، وكذلك المغنى والموسيقى كيد روك. أما مغنى الراب سنوب دوج، الذى دعم بايدن فى السابق، فقد أعرب عن تقديره لترامب دون أن يحدد بشكل واضح موقفه فى الانتخابات المقبلة.
دعم الفنانين والنجوم، وبخاصة مشاهير هوليوود، يمكن أن يكون له تأثير كبير فى الانتخابات الأمريكية المقبلة، وهو أمر يدركه جيدًا ترامب، الذى حاول استغلال شعبية المطربة سيلين ديون، ولاسيما أنها خرجت من تجربة مرضية مريرة، ولفتت أنظار العالم كله بعد ظهورها فى باريس.
ربما ننتظر من كامالا هاريس موقفًا مشابهًا، فكل من المرشحين لن يتورع عن التقاط القشة التى قد تُعينه على النجاة فى بحر الانتخابات الصعب.