بقلم : عبد اللطيف المناوي
هل فعلًا اتخذ الرئيس الأمريكى جو بايدن القرار الشجاع بالانسحاب من السباق الرئاسى؟، هل فعلًا انتهى الأمر، وسيكون ترامب هو الرئيس المقبل لأمريكا؟.
هنا لابد أن نفرق بين القرار وبين توقيته. القرار قد يكون شجاعًا فعلًا، ولكن توقيته مربك للغاية، وربما يوحى بأن متخذه، بايدن، جاهد وناور وراوغ كثيرًا حتى يصل مدفوعًا- فيما يبدو- إلى هذا القرار.
الرجل الثمانينى منذ المناظرة التى جمعته بترامب، ربما وضح تمامًا أنه غير قادر على استكمال المنافسة. ربما أخطأ الحسابات، وسكنه غرور القوة بأنه قادر على خوض غمار منافسة شرسة فى الانتخابات الأمريكية أمام منافس له خبرة قوية فى العملية الانتخابية، بل حاول تطوير أدواته، وهو ما كان سيُصعب المهمة على بايدن ومرشح الحزب الديمقراطى بشكل عام.
بعد المناظرة كانت التوقعات أن الحزب الديمقراطى ورموزه سيطيحون ببايدن خارج السباق، ولكن بعد عناد ومقاومة وغضب من الرجل سلم أخيرًا وهو يشعر بمرارة التخلى.
واختار الديمقراطيون كامالا هاريس، نائب الرئيس، لتحل محله، بعد تردد أسماء بديلة، كان أقواها ميشيل أوباما، لكن يبدو أن الإحساس بتفوق ترامب دفعهم إلى استهداف التمثيل المشرف دون حرق أوراق رئيسية يمكن أن يكون لها مستقبل فى الانتخابات التالية ٢٠٢٨.
وحال حصول كامالا هاريس على ترشيح الحزب ستواصل أرقامها القياسية، إذ ستكون أول مرشحة إفريقية وآسيوية الأصل، كما كانت أول امرأة آسيوية وثانى امرأة إفريقية تنال عضوية مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا فى الفترة من ٢٠١٧ حتى ٢٠٢١.
وفى عام ٢٠٢٠ سعت للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطى، لكنها انسحبت أمام بايدن، الذى أختارها لتكون أول امراة نائبًا للرئيس فى تاريخ الولايات المتحدة، وهى قانونية ضليعة، وقد تكون المرشح الأوفر حظًّا للديمقراطيين بسبب التجمع الأسود فى الكونجرس، إضافة إلى تأييد بايدن وبيل كلينتون وهيلارى كلينتون.
لكن هل كامالا قادرة على هزيمة ترامب؟، كما قلت إن الديمقراطيين يستهدفون التمثيل المشرف، وقد يلعبون على فكرة أن ترامب مجرم ينتهك القانون والدستور، وهو كاذب عنيد لا يلتزم بأى قضية أسمى من مصلحته الشخصية، وصانع سياسات متهور وغير مبالٍ بالشعب الأمريكى. وألحقت فترة ولايته أضرارًا دائمة بالشعب ومشروع أمريكا وسمعتها فى جميع أنحاء العالم. وفى فترة ولاية ثانية، سيعمل مع قيود أقل وعناصر تمكين أكثر استعدادًا، وقد أوضح هو ومستشاروه الجريئون أنهم يعتزمون ممارسة السلطة بلا رحمة.
يحتاج الديمقراطيون بشكل خاص إلى تقديم أفكار أفضل لمعالجة الأزمات الكبيرة التى تواجه المجتمع الأمريكى. الديمقراطيون- أو كامالا- يحتاجون إلى مجهود مضاعف لمنافسة ترامب بسبب ضيق الوقت أيضًا، وهذا ما جناه بايدن على حزبه ومناصريه، وربما بلده.