توقيت القاهرة المحلي 06:29:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فرصة لتحقيق مكاسب متزايدة

  مصر اليوم -

فرصة لتحقيق مكاسب متزايدة

بقلم : عبد اللطيف المناوي

فى الفترة الأخيرة، شهدت العلاقات بين مصر وتركيا تحسنًا ملحوظًا بعد فترة طويلة من التوتر، دامت لحوالى عقد من الزمان. هذا التحول الذى بدأ بمحادثات لتقريب وجهات النظر، ثم زيارة أردوغان للقاهرة بداية هذا العام، يفتح أبوابًا واسعة للتعاون بين البلدين فى مجالات حيوية مثل الاقتصاد، الأمن، والطاقة، ما قد يعزز استقرارهما الإقليمى، ويدفع بعجلة التنمية فى البلدين، وربما المنطقة.

أحد أهم مجالات التعاون المحتمل هو الاقتصاد، حيث إن كلا البلدين يواجهان تحديات اقتصادية كبيرة، مثل التضخم وتراجع سعر العملة فى تركيا، ومحاولات مصر لتحقيق استقرار اقتصادى بعد هزات عنيفة أسهمت فى حدوثها الأزمات العالمية الكبرى. وهذا يجعل التعاون التجارى والاستثمارى بين القاهرة وأنقرة ضرورة مُلِحّة، خصوصًا فى هذه الفترة.

وتمتلك تركيا قطاعًا صناعيًّا وتصديريًّا قويًّا، بينما توفر مصر سوقًا كبيرة وواعدة للاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة. وإن تعزيز التعاون التجارى بين البلدين يمكن فى هذه الحالة أن يسهم فى تعزيز التنمية الاقتصادية لكل منهما، ويزيد من حجم التبادل التجارى، الذى تجاوز عدة مليارات فى السنوات الأخيرة.

أما فى مجال الطاقة، فتبرز الفرص بشكل واضح، خاصة مع قطاع الغاز، ومن خلال تعزيز التعاون فى هذا القطاع، يمكن للبلدين تحقيق مكاسب اقتصادية كبيرة والإسهام فى تأمين احتياجاتهما من الغاز، وهو أمر يحظى بأهمية متزايدة فى ظل الأزمات الجيوسياسية الحالية، التى تؤثر على قطاع الطاقة بشكل عام فى العالم.

الأمن الإقليمى يُعد أيضًا مجالًا آخر للتعاون، حيث كان هذا الأمر محور خلاف سابق بينهما، فالدولتان كانتا لهما وجهات نظر مختلفة فى عدد من المناطق، وربما كان أهمها ليبيا وسوريا، ولكن بعد تقريب وجهات النظر ربما تسعى كل من القاهرة وأنقرة إلى تحقيق الاستقرار فى هذه المناطق، والتوصل إلى تسويات سياسية دائمة فيها، ما يجعل المنطقة بالكامل تتجنب التوتر.

التنسيق بين مصر وتركيا فى هذه القضايا يمكن أن يلعب دورًا حيويًّا فى إنهاء الصراعات المستمرة، كما يمكن أن يسهم هذا التعاون فى تشكيل ضغط على إسرائيل، خصوصًا مع تطابق الرؤى تقريبًا حول القضية الفلسطينية، وهو ما سوف يشكل فرصة مهمة لوضع حل للصراع هناك.

أرى أن العلاقات، التى تحسن شكلها بين مصر وتركيا، هى فرصة مهمة لبناء شراكة قوية تستند على المصالح المشتركة، والتركيز على التعاون فى كثير من المجالات، وخصوصًا السياسية، ولكن علمتنا السياسة دائمًا أنه لا فرص بدون تحديات، ولاسيما التغيرات الإقليمية والعالمية الكبيرة فى مصالح القوى الكبرى، وهو ما قد يؤثر مرة أخرى على العلاقة، التى لا أتمنى أبدًا أن تعود إلى المربع السابق من أجل تعزيز أكثر لتأثيرهما فى مواجهة التحديات الإقليمية المتزايدة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرصة لتحقيق مكاسب متزايدة فرصة لتحقيق مكاسب متزايدة



GMT 06:29 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أسطورة تعيش قرنًا آخر!

GMT 06:27 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

شتّان ما بين الاعتذارين

GMT 06:25 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إسماعيل ياسين وناصر وملك المغرب!!

GMT 06:23 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الانتخابات الأمريكية!

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

هل توجد وطنيةٌ أمريكية؟

GMT 06:19 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الانتخابات الأمريكية

GMT 06:18 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تحف الأضرحة

GMT 14:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

لا فرصة للعرموطي برئاسة مجلس النواب

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon