توقيت القاهرة المحلي 06:10:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فرصة لتحقيق مكاسب متزايدة

  مصر اليوم -

فرصة لتحقيق مكاسب متزايدة

بقلم : عبد اللطيف المناوي

فى الفترة الأخيرة، شهدت العلاقات بين مصر وتركيا تحسنًا ملحوظًا بعد فترة طويلة من التوتر، دامت لحوالى عقد من الزمان. هذا التحول الذى بدأ بمحادثات لتقريب وجهات النظر، ثم زيارة أردوغان للقاهرة بداية هذا العام، يفتح أبوابًا واسعة للتعاون بين البلدين فى مجالات حيوية مثل الاقتصاد، الأمن، والطاقة، ما قد يعزز استقرارهما الإقليمى، ويدفع بعجلة التنمية فى البلدين، وربما المنطقة.

أحد أهم مجالات التعاون المحتمل هو الاقتصاد، حيث إن كلا البلدين يواجهان تحديات اقتصادية كبيرة، مثل التضخم وتراجع سعر العملة فى تركيا، ومحاولات مصر لتحقيق استقرار اقتصادى بعد هزات عنيفة أسهمت فى حدوثها الأزمات العالمية الكبرى. وهذا يجعل التعاون التجارى والاستثمارى بين القاهرة وأنقرة ضرورة مُلِحّة، خصوصًا فى هذه الفترة.

وتمتلك تركيا قطاعًا صناعيًّا وتصديريًّا قويًّا، بينما توفر مصر سوقًا كبيرة وواعدة للاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة. وإن تعزيز التعاون التجارى بين البلدين يمكن فى هذه الحالة أن يسهم فى تعزيز التنمية الاقتصادية لكل منهما، ويزيد من حجم التبادل التجارى، الذى تجاوز عدة مليارات فى السنوات الأخيرة.

أما فى مجال الطاقة، فتبرز الفرص بشكل واضح، خاصة مع قطاع الغاز، ومن خلال تعزيز التعاون فى هذا القطاع، يمكن للبلدين تحقيق مكاسب اقتصادية كبيرة والإسهام فى تأمين احتياجاتهما من الغاز، وهو أمر يحظى بأهمية متزايدة فى ظل الأزمات الجيوسياسية الحالية، التى تؤثر على قطاع الطاقة بشكل عام فى العالم.

الأمن الإقليمى يُعد أيضًا مجالًا آخر للتعاون، حيث كان هذا الأمر محور خلاف سابق بينهما، فالدولتان كانتا لهما وجهات نظر مختلفة فى عدد من المناطق، وربما كان أهمها ليبيا وسوريا، ولكن بعد تقريب وجهات النظر ربما تسعى كل من القاهرة وأنقرة إلى تحقيق الاستقرار فى هذه المناطق، والتوصل إلى تسويات سياسية دائمة فيها، ما يجعل المنطقة بالكامل تتجنب التوتر.

التنسيق بين مصر وتركيا فى هذه القضايا يمكن أن يلعب دورًا حيويًّا فى إنهاء الصراعات المستمرة، كما يمكن أن يسهم هذا التعاون فى تشكيل ضغط على إسرائيل، خصوصًا مع تطابق الرؤى تقريبًا حول القضية الفلسطينية، وهو ما سوف يشكل فرصة مهمة لوضع حل للصراع هناك.

أرى أن العلاقات، التى تحسن شكلها بين مصر وتركيا، هى فرصة مهمة لبناء شراكة قوية تستند على المصالح المشتركة، والتركيز على التعاون فى كثير من المجالات، وخصوصًا السياسية، ولكن علمتنا السياسة دائمًا أنه لا فرص بدون تحديات، ولاسيما التغيرات الإقليمية والعالمية الكبيرة فى مصالح القوى الكبرى، وهو ما قد يؤثر مرة أخرى على العلاقة، التى لا أتمنى أبدًا أن تعود إلى المربع السابق من أجل تعزيز أكثر لتأثيرهما فى مواجهة التحديات الإقليمية المتزايدة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرصة لتحقيق مكاسب متزايدة فرصة لتحقيق مكاسب متزايدة



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon