توقيت القاهرة المحلي 06:27:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سرقة القرن

  مصر اليوم -

سرقة القرن

بقلم : عبد اللطيف المناوي

فى تاريخ العراق الحديث، الذى شهد العديد من التحديات والصعوبات، برزت قضية فساد ضخمة عُرفت باسم «سرقة القرن»، كشفت عن تعمق الفساد

رجل الأعمال «نور زهير» كان محور هذه القضية، وتحول إلى رمز لهذه الفضيحة. إذ أصدرت محكمة جنايات مكافحة الفساد مذكرة بإلقاء القبض على «زهير»، وشخص آخر هو «هيثم الجبورى»، وكان من المقرر أن يحضر «زهير» وهو المتهم الأول بسرقة الأمانات الضريبية فى العراق إلى المحكمة التى انعقد له بالأمس (الثلاثاء)، لكنه لم يحضر. وأعطت السلطات مهلة له حتى التاسع من سبتمبر لمثوله أمام القضاء.

القضية- باختصار- هى اختلاس مبالغ ضخمة من أموال الدولة العراقية، التى كانت مخصصة لصندوق الضرائب. ووفقًا للمصادر العراقية، قُدرت الأموال المسروقة بنحو ٢.٥ مليار دولار، وهى واحدة من أكبر عمليات الاختلاس فى تاريخ العراق.

بدأت القصة عندما اكتشفت الجهات الرقابية أن هناك تحويلات مالية غير مشروعة لأموال الدولة إلى حسابات خاصة تتبع شركات وهمية وأشخاصا معينين. كان الهدف من التحويلات هو غسل الأموال والاستفادة من الفارق الكبير بين السوق الرسمية والسوق السوداء للعملات الأجنبية فى العراق. برز اسم «نور زهير»، وهو رجل أعمال عراقى، كأحد المتهمين الرئيسيين فى هذه القضية.

ووُصف «زهير» بأنه كان المحرك الرئيسى للعملية، حيث استغل علاقاته مع مسؤولين حكوميين وبعض العناصر الفاسدة داخل الأجهزة الإدارية لتحقيق مكاسب شخصية. وتشير التقارير إلى أن «زهير» قام بتأسيس شركات وهمية واستخدمها كواجهات لتحويل الأموال المسروقة من خزينة الدولة إلى حساباته الخاصة. هذه الأموال كانت فى الأصل مخصصة لصرف المستحقات الضريبية وتقديم الخدمات العامة، ولكنها بدلًا من ذلك انتهت فى جيوب الفاسدين!.

وبعد اكتشاف الفضيحة، بدأت السلطات العراقية حملة واسعة للتحقيق وملاحقة المتورطين فى «سرقة القرن»، وتم توجيه تهم الاختلاس وتبييض الأموال والفساد المالى لـ«زهير» وعدد من المسؤولين المتورطين.

التداعيات القانونية كانت كبيرة، إذ أصدر القضاء العراقى أوامر بمصادرة ممتلكات المتهمين والتحفظ على أموالهم داخل العراق وخارجه. والتعاون مع جهات دولية لتعقب الأموال المسروقة وإعادتها إلى خزينة الدولة. ومع ذلك، كان تحدى استرداد الأموال بالكامل كبيرًا بسبب تعقيدات تتعلق بغسل الأموال وإخفائها عبر شبكات مالية دولية.

القضية أثارت موجة من الغضب فى الشارع العراقى، حيث عبر المواطنون عن استيائهم من حجم الفساد المستشرى فى مؤسسات الدولة، لأنها تعكس حجم التحديات التى يواجهها العراق فى سعيه نحو بناء دولة القانون. وبينما تستمر المحاكمات والتحقيقات والجهود لاستعادة الأموال المسروقة، يبقى السؤال الأهم: هل ستكون هذه الفضيحة نقطة تحول حقيقية فى مكافحة الفساد فى العراق، أم أنها ستكون مجرد قضية بين عديد من القضايا التى تمر دون تغيير جوهرى فى المشهد السياسى والاقتصادى فى البلاد؟.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سرقة القرن سرقة القرن



GMT 06:27 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

شتّان ما بين الاعتذارين

GMT 06:25 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إسماعيل ياسين وناصر وملك المغرب!!

GMT 06:23 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الانتخابات الأمريكية!

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

هل توجد وطنيةٌ أمريكية؟

GMT 06:19 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الانتخابات الأمريكية

GMT 06:18 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تحف الأضرحة

GMT 14:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

لا فرصة للعرموطي برئاسة مجلس النواب

GMT 14:02 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف نتحقق من الادعاءات؟

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon