توقيت القاهرة المحلي 18:46:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بعد 11 سنة.. وكأنه الأمس

  مصر اليوم -

بعد 11 سنة وكأنه الأمس

بقلم - عبد اللطيف المناوي

مرت 11 سنة كاملة على ثورة 30 يونيو، ولا أزال أتذكر الأمر وكأنه الأمس. لا أزال أتذكر هذا الغباء السياسى الكبير، الذى كان سببًا فى فشل نظام جماعة الإخوان المسلمين، الذى أصابه فيروس أصاب أنظمة عالمية سابقة صعدت إلى الحكم فى غفلة من الزمن، ولكنها تهاوت سريعًا.

لا أزال أتذكر إخفاق نظام الإخوان فى فهم الظروف الفريدة والتاريخية التى جاءت بهم إلى السلطة، وكذلك فشلهم الرهيب فى ممارسة فن السياسة القائمة على إشراك الجميع ودمجهم وبناء التوافق، ولهذا استأثروا بالقرار وبالتفكير وبكل شىء تقريبًا، حتى آل بهم الحال إلى ما هم عليه الآن.

لا أزال أتذكر إساءة نظام الإخوان لنجاحهم فى الوصول إلى الرئاسة بهامش فوز ضئيل جدًّا (51.7٪)، مشكوك فيه، فى يونيو 2012، ليبدأوا سريعًا ومن دون أى مقدمات أجندتهم الإسلامية، التى تناقضت مع تطلعات المصريين التى جسدوها فى هتاف «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية»، فأهدروها جميعًا.

كأنه الأمس عندما تفاقمت حالة عدم الاستقرار بسبب الحالة المعيشية، وكأنه الأمس عندما تعاظمت الاضطرابات الاجتماعية، وتزايدت التصدعات بين مكونات المجتمع المصرى، وتدهورت الظروف الأمنية، وتراجعت حالة الاقتصاد المصرى، وانقطع التواصل مع الكثير من البلدان العربية والأجنبية.

وكأنه الأمس عندما شاهدت رموز وأقطاب الجماعة وهم يخرجون إلى الإعلان فى حالة إنكار شديدة، ولا أظننى أستطيع أن أتجاوز فكرة أن أعضاء جماعة الإخوان هم نماذج واضحة تصلح كدراسة حالة عن مرض «الإنكار»، الذى دمر أصحابه.

وهذا «الإنكار» بات ملازمًا لتلك الجماعة، فى وقت القوة والتمكن، وفى وقت الانحسار والهزيمة، والغريب فى الأمر أن النتيجة مع اختلاف الممارسة واحدة، وهى فى النهاية نتائج تدميرية لهم.

كأنه الأمس عندما شاهدت حالة العند التى ظهرت عليها الجماعة، فأرهقت الناس، وكفروا بهم وبسياستهم، حيث نجحوا فى سنة فيما لم ينجح فيه ثلاثة رؤساء وملك، وكشفوا وجههم الحقيقى وتوجهاتهم وانتماءاتهم التى باتت مكشوفة أمام الناس، رغم أنهم رفضوا تصديق أن أحد أسباب سقوطهم هو سوء الإدارة الحكومية الفاضح والصارخ.

كأنه الأمس عندما تتابعت الأخطاء الاستراتيجية الجسيمة التى ارتكبوها وجعلتهم يصطدمون بكل مؤسسات الدولة، ويسعون للاستحواذ عليها بما يُعرف باسم «الأخونة»، وقد كانت هذه كلها مؤشرات قوية على انعدام الخبرة، ومؤشرات على حدوث انهيار فى الأداء سيؤدى حتمًا إلى ثورة المصريين الرافضين لتهميشهم.

مشهد 30 يونيو موجود فى الذاكرة بحذافيره عندما نزل ملايين المصريين إلى الشارع للمطالبة بإنهاء حكم الإخوان، وحسم الأمر جيش المصريين وقائده لإعادة مصر من جديد إلى سابق عهدها، وهو المشهد الذى سيظل عالقًا فى الأذهان، مهما حدث.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد 11 سنة وكأنه الأمس بعد 11 سنة وكأنه الأمس



GMT 12:21 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

التشكيل المنتظر امتحان حسان الأول

GMT 09:37 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

GMT 09:34 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

قد يرن «البيجر» ولا يُجيب

GMT 09:29 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

GMT 09:28 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

معضلة الحل في السودان!

GMT 09:25 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

الكشف عن مقبرة مطربي الإله آمون

GMT 09:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

مذاق الأيام المتبقية من عُمر السباق

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 11:57 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه

GMT 04:18 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

مبابي يرفض وساطة لحل أزمته مع ناصر الخليفي

GMT 00:03 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

على ماهر يمنح لاعبى المصرى راحة سلبية 48 ساعة

GMT 05:36 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

القهوة تحمي من الإصابة بالشلل الرعاش والخرف

GMT 16:23 2018 الإثنين ,07 أيار / مايو

‏فضل صلاة النافلة

GMT 01:43 2018 الخميس ,26 إبريل / نيسان

عصام عبد الفتاح يهاجم النادي الأهلي

GMT 00:28 2014 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

بامية ويكا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon