توقيت القاهرة المحلي 00:09:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بعد 11 سنة.. وكأنه الأمس

  مصر اليوم -

بعد 11 سنة وكأنه الأمس

بقلم - عبد اللطيف المناوي

مرت 11 سنة كاملة على ثورة 30 يونيو، ولا أزال أتذكر الأمر وكأنه الأمس. لا أزال أتذكر هذا الغباء السياسى الكبير، الذى كان سببًا فى فشل نظام جماعة الإخوان المسلمين، الذى أصابه فيروس أصاب أنظمة عالمية سابقة صعدت إلى الحكم فى غفلة من الزمن، ولكنها تهاوت سريعًا.

لا أزال أتذكر إخفاق نظام الإخوان فى فهم الظروف الفريدة والتاريخية التى جاءت بهم إلى السلطة، وكذلك فشلهم الرهيب فى ممارسة فن السياسة القائمة على إشراك الجميع ودمجهم وبناء التوافق، ولهذا استأثروا بالقرار وبالتفكير وبكل شىء تقريبًا، حتى آل بهم الحال إلى ما هم عليه الآن.

لا أزال أتذكر إساءة نظام الإخوان لنجاحهم فى الوصول إلى الرئاسة بهامش فوز ضئيل جدًّا (51.7٪)، مشكوك فيه، فى يونيو 2012، ليبدأوا سريعًا ومن دون أى مقدمات أجندتهم الإسلامية، التى تناقضت مع تطلعات المصريين التى جسدوها فى هتاف «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية»، فأهدروها جميعًا.

كأنه الأمس عندما تفاقمت حالة عدم الاستقرار بسبب الحالة المعيشية، وكأنه الأمس عندما تعاظمت الاضطرابات الاجتماعية، وتزايدت التصدعات بين مكونات المجتمع المصرى، وتدهورت الظروف الأمنية، وتراجعت حالة الاقتصاد المصرى، وانقطع التواصل مع الكثير من البلدان العربية والأجنبية.

وكأنه الأمس عندما شاهدت رموز وأقطاب الجماعة وهم يخرجون إلى الإعلان فى حالة إنكار شديدة، ولا أظننى أستطيع أن أتجاوز فكرة أن أعضاء جماعة الإخوان هم نماذج واضحة تصلح كدراسة حالة عن مرض «الإنكار»، الذى دمر أصحابه.

وهذا «الإنكار» بات ملازمًا لتلك الجماعة، فى وقت القوة والتمكن، وفى وقت الانحسار والهزيمة، والغريب فى الأمر أن النتيجة مع اختلاف الممارسة واحدة، وهى فى النهاية نتائج تدميرية لهم.

كأنه الأمس عندما شاهدت حالة العند التى ظهرت عليها الجماعة، فأرهقت الناس، وكفروا بهم وبسياستهم، حيث نجحوا فى سنة فيما لم ينجح فيه ثلاثة رؤساء وملك، وكشفوا وجههم الحقيقى وتوجهاتهم وانتماءاتهم التى باتت مكشوفة أمام الناس، رغم أنهم رفضوا تصديق أن أحد أسباب سقوطهم هو سوء الإدارة الحكومية الفاضح والصارخ.

كأنه الأمس عندما تتابعت الأخطاء الاستراتيجية الجسيمة التى ارتكبوها وجعلتهم يصطدمون بكل مؤسسات الدولة، ويسعون للاستحواذ عليها بما يُعرف باسم «الأخونة»، وقد كانت هذه كلها مؤشرات قوية على انعدام الخبرة، ومؤشرات على حدوث انهيار فى الأداء سيؤدى حتمًا إلى ثورة المصريين الرافضين لتهميشهم.

مشهد 30 يونيو موجود فى الذاكرة بحذافيره عندما نزل ملايين المصريين إلى الشارع للمطالبة بإنهاء حكم الإخوان، وحسم الأمر جيش المصريين وقائده لإعادة مصر من جديد إلى سابق عهدها، وهو المشهد الذى سيظل عالقًا فى الأذهان، مهما حدث.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد 11 سنة وكأنه الأمس بعد 11 سنة وكأنه الأمس



GMT 10:25 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

ألطاف ترومان

GMT 10:23 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

عن تسوية الملعب الدولي: قمة المستقبل

GMT 10:21 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

الحقّ الفلسطيني وحياة القادة وموتهم!

GMT 10:19 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

نكسة لبنان الرقمية

GMT 10:17 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

وسواس العظمة يفسد الناس

GMT 10:15 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

عودة «النووي» الإيراني إلى الواجهة

GMT 10:13 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

الحل الإقليمي للقضية الفلسطينية

GMT 10:11 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

صواريخ زيلينسكي وحافة الفوضى العالمية

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:38 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

إطلالات مختلفة تناسب قصيرات القامة من وحي منى زكي
  مصر اليوم - إطلالات مختلفة تناسب قصيرات القامة من وحي منى زكي

GMT 23:07 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

أحمد رزق يتعاقد على مسلسل «سيد الناس» رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد رزق يتعاقد على مسلسل «سيد الناس» رمضان 2025

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 10:03 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل الفاصوليا البيضاء

GMT 04:45 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الأمن المصري يكشف حقيقة اختطاف فتاة في منطقة "المعادي"

GMT 10:07 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة: تسجيل 106 إصابات جديدة بـ كورونا و12 وفاة

GMT 11:56 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

7 أشكال غريبة لرفوف الكتب تعرفي عليها

GMT 17:04 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مستشار الرئاسة التركية ياسين أقطاي يوجه رسالة إلى مصر

GMT 08:00 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سيات أتيكا 2020 في مصر رسميًا

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

داليا مصطفى تتعرَّض لعملية نصب وتُحذِّر الفنانين

GMT 08:30 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

تصميمات "الفيونكة" تزيّن مجوهرات العروس في 2019

GMT 17:44 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

بلاغ ضد هالة صدقي بسبب فيديو "حثالة المجتمع"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon