بقلم : عبد اللطيف المناوي
هل تمهد محاولة الاغتيال، التى تعرض لها الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، طريقه نحو العودة للبيت الأبيض؟، آخر استطلاعات الرأى يقول إن نسبة احتمالات عودته إلى البيت الأبيض زادت إلى ٦٩٪ عقب تعرضه لمحاولة الاغتيال!.
وتعرض ترامب لمحاولة اغتيال أثناء تجمع انتخابى فى (بنسلفانيا)، حيث أصيب فى أذنه جراء إطلاق نار من شخص قُتل برصاص الخدمة السرية، إذ تزايدت التساؤلات حول تأثير هذا الحادث فى تزايد فرص ترامب فى الانتخابات المقررة فى ٥ نوفمبر المقبل، خاصة بعد أدائه القوى فى المناظرة الأخيرة مع الرئيس الحالى جو بايدن.
الجمهوريون فى الكونجرس كانوا يرون بالفعل أن ترامب فى طريقه إلى البيت الأبيض من جديد، خصوصا بعد المناظرة مع بايدن، ومع ذلك، بعضهم يرى أن حادث إطلاق النار زاد من تلك الفرص، ومن بين هؤلاء النائب الجمهورى ديريك فان أوردن، الذى قال، فى تصريحات صحفية لمجلة «بوليتيكو» بعد الحادث: «لقد نجا الرئيس ترامب من هذا الهجوم.. لقد فاز للتو فى الانتخابات».
حادث إطلاق النار، الذى وصفه العديد من المشرعين الجمهوريين بأنه محاولة اغتيال، أثار غضب الجمهوريين، وساهم فى تعزيز دعمهم لترامب، بل إن كثيرا منهم بدأ فى إلقاء اللوم على خطاب الحزب الديمقراطى المهاجم لترامب، باعتباره أحد أسباب محاولة الاغتيال، ووصلت مظلمة الجمهوريين إلى الحد الذى جعل السناتور الجمهورى، مايك لى، يدعو بايدن إلى إسقاط التهم الفيدرالية ضد ترامب كجزء من الجهود الرامية إلى خفض درجة الحرارة السياسية.
الصور والفيديوهات التى أظهرت الرئيس السابق ترامب وهو يرفع قبضته فى الهواء بعد الحادث، اعتبرها الكثيرون رمزًا للقوة والإصرار، وقد يتحول هذا الفيديو وهذه القبضة إلى علامة فارقة فى السياسة الأمريكية.
النائب أنتونى دى إسبوزيتو قال إن تداعيات إطلاق النار ستجعل الناس يرغبون فى التصويت لصالح ترامب. يعتقد الجمهوريون الآن أن لديهم فرصة أفضل للفوز بالثلاثية الكاملة للسيطرة على الحكومة الفيدرالية: الرئاسة ومجلسى الكونجرس.
وعلى النقيض فإن الديمقراطيين، الذين كانوا يتقاتلون حول إمكانية انتخاب بايدن ودعوة بعضهم إلى استبداله فى اللحظات الأخيرة، ولم يتحدوا فى انتقادهم لترامب إلا مؤخرًا، سرعان ما أسكتوا هجماتهم بعد الحادث، ووقعوا فى صمت كبير.
الصوت الهادئ الذى خرج بعد ما سُمى «محاولة الاغتيال» هو صوت رئيس لجنة الرقابة فى مجلس النواب، جيمس كومر، والذى دعا إلى إجراء تحقيق فى الحادث، وهو نفس صوت بيان رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، الذى تعهد بإجراء تحقيق كامل حول الحادث.
إن محاولة الاغتيال التى تعرض لها ترامب قد تكون بالفعل خطوة نحو تعزيز فرصه فى العودة إلى البيت الأبيض، حيث أظهرت الحادثة قوة وإصرار الرئيس السابق، ما يعزز من دعم قبضته الانتخابية ويضع المزيد من الضغط على منافسيه الديمقراطيين.