توقيت القاهرة المحلي 09:24:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حرية رأى.. أم ترتيبات أخرى؟

  مصر اليوم -

حرية رأى أم ترتيبات أخرى

بقلم : عبد اللطيف المناوي

خلال الفترة الماضية، دارت الكثير من الأقاويل حول مالك منصة تيليجرام، الروسى بافيل دوروف، الذى لم يتجاوز الأربعين بعد، بسبب حادث القبض عليه منذ أيام، بسبب ما قيل عن اتهامه فى انتهاكات تمس الأطفال.

لكننى خلال هذه الايام قرأت كلامًا كثيرًا حول الرجل. البعض يراه زعيمًا يدافع عن حرية التعبير ويرفض أن يقدم معلومات عن مستخدمى التطبيق، بينما آخرون يعتبرونه جزءًا من ترتيبات موسكو أو حتى فرنسا.

لهذا اقتربت أكثر من الرجل، ليظهر أمامى العديد من المعلومات، التى قد تمكننا من فهم طبيعة الرجل، بل وطبيعة ما حدث له.

أولًا بافيل ثروته تزيد على ١٥ مليار دولار، عرف صعودًا مذهلًا فى مجال التكنولوجيا وعالم الأعمال، وُلد فى مدينة سان بطرسبورج الروسية، حيث درس وترعرع، وبعد أن أنهى دراسته قرر مع شقيقه نيكولاى دوروف فى ٢٠٠٦ إطلاق منصة اجتماعية تشبه تطبيق «فيس بوك» تحت مسمى «فيكونتاكت» VK.

ولم ينتظر كثيرًا ليحصد ثمرة جهوده إذ استطاع أن يستقطب فى مدة زمنية وجيزة أكثر من ١٠٠ مليون متابع. وكان هذا النجاح بمثابة نقطة بداية المشاكل مع السلطات الروسية التى حاولت مرارًا أن تتحكم فى هذه المنصة دون جدوى.

لكن هذه المحاولة من النظام الروسى كانت بمثابة إنذار حقيقى له.. لذا قرر مغادرة البلاد فى ٢٠١٤ بعد رفضه مطالب الكرملين بإغلاق مجموعات معارضة على شبكة التواصل الاجتماعى «VK» التى أسسها عندما كان يبلغ من العمر ٢٢ عامًا!

ترك المنصة بعد نزاع مع مالكيها المرتبطين بالكرملين، وحوَّل تركيزه إلى تيليجرام، التطبيق الذى أسسه مع شقيقه نيكولاى فى عام ٢٠١٣.

التطبيق الذى يستخدمه حوالى مليار شخص حول العالم تحول أثناء الحرب الروسية- الأوكرانية إلى مصدر إعلامى مهم، جعل جريدة «لوفيجارو» تصفه مثلًا بأنه «ساحة حرب افتراضية».

كثير من الأقاويل تشير إلى أن إلى دوروف ارتبط فى عام ٢٠٢١ بالنظام الروسى عبر إغلاق بعض الحسابات للمعارضين السياسيين للرئيس الروسى بوتين، إضافة إلى تقديمه بعض المعلومات عن معارضين آخرين تم توقيفهم من قبل الأمن الروسى. يقال إنه فى هذا الوقت قبل بعض ترتيبات اللعبة التى أراد الكرملين فرضها، حيث إنه أيضًا هاجم الشركات الأمريكية العملاقة مثل «أبل» و«جوجل»، باعتبارها شركات تهدد حرية الرأى والتعبير! وقال إنها شركات بإمكانها أن تفرض الرقابة على ما يقرؤه الناس فى العالم.

لم تكتمل فصول حياة الملياردير الروسى الصغير بحادث التوقيف الذى تعرض له كجزء من تحقيق بانتهاكات مختلفة متعلقة باستغلال الأطفال فى مواد إباحية والاتجار بالمخدرات ومعاملات احتيالية على تطبيق المراسلة المشفر، لكنها مستمرة للتفكير والتأمل حول شخص احتار العالم فى أمره. هو دافع فى جزء من حياته عن حرية الرأى فعلًا، إلا أن اسمه فى جزء آخر ارتبط بترتيبات أخرى من موسكو.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرية رأى أم ترتيبات أخرى حرية رأى أم ترتيبات أخرى



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon