توقيت القاهرة المحلي 16:01:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحضارة في المطرية

  مصر اليوم -

الحضارة في المطرية

بقلم - عبد اللطيف المناوي

لكل (حتة) فى مصر حكاية غنية تحمل بين طياتها رائحة التاريخ وعلامات الحضارة الحقيقية، وهناك مناطق وشوارع وأماكن فى مصر احتفظت على مر العصور بتاريخها وجمالها. من بين هذه الأماكن حى المطرية، أحد أعرق أحياء القاهرة، بل من أقدم المدن المصرية، هذا الحى شهد مراحل تاريخية فارقة، وتعدد تأثيره سواء فى التاريخ المصرى أو التاريخ الدينى للعالم.

ارتبط حى المطرية برحلة العائلة المقدسة، حيث توجد به بئر السيدة العذراء، كما شهد أقدم دلائل على وجود الحضارة المصرية القديمة، ممثلة فى بقايا مدينة أون، عاصمة عصر ما قبل الأسرات، فالمطرية مدينة الرب والعلم عند الفراعنة، الرب لأنها كانت تضم مركز عبادة الشمس، والعلم لأنها ضمت مكتبات الفلاسفة وعلماء الفلك والرياضيات، إضافة إلى وجود جامعة أون، التى تأسست منذ نحو 5000 سنة، بالإضافة إلى ارتباط اسمها الفرعونى بقصة خروج النبى موسى من مصر.

اسم المطرية يعود إلى الحكم الرومانى، فهو اسم لاتينى من كلمة مطر (باللاتينية: Mattar)، وتعنى الأم، وذلك لمرور السيدة العذراء فيها، ولوجود شجرة السيدة العذراء فيها.

لماذا هذه المقدمة؟. لأقول إن الحضارة والثقافة تظل كامنة فى أهلها مهما مر عليهم من دورات الحياة. تظل الحضارة هى الكنز الذى لا يفنى ولا يمكن انتزاعه. من هذه الزاوية أنظر إلى إفطار المطرية، الذى بات مناسبة سنوية يقيمها سكان عزبة حمادة بالمطرية.

للسنة العاشرة على التوالى، يقوم سكان العزبة بإعداد حفل إفطار جماعى لسكان المنطقة شمل آلاف (البشر) دون تحديد لون أو جنس أو دين أو طبقة اجتماعية أو عنوان، لكن كما قال العزيز محمد منير: «يهمنى الإنسان». وهذه الثقافة الإنسانية لا تأتى من فراغ، ولكنها سلوك طبيعى على قاعدة الحضارة الحقيقية.

بطول ما يزيد على 1000 متر، تراصّت 750 مائدة، على 7 شوارع كاملة، حيث كان عدد الحاضرين حوالى 25 ألف مواطن من أهالى المطرية وخارجها، حيث قدمت سيدات وفتيات مصر الأصيلات أشهى أنواع المأكولات الشعبية، فضلًا عن الحلويات بجميع أنواعها، فى مشهد يتم الاستعداد له على مدار شهرين كاملين.

المشهد بات مألوفًا لدى سكان المنطقة، التى تشهد توافدًا جماهيريًّا من شتى بقاع مصر للمشاركة فى اليوم المشهود. المشهد صار طقسًا رمضانيًّا بامتياز، شهرته تتعدى مصر إلى العالم كله.

المشهد يجسد قيمة حضارية وإنسانية بالغة الأهمية، حيث كل ما قُدم على الموائد هو من صنع البيوت المتجاورة والمحال التجارية المشاركة فى هذا الحدث الاستثنائى الفريد، الذى أتمنى ألا يقتصر على رمضان فقط، بل يتعداه إلى أيام كثيرة فى السنة.

فى المطرية، مصر الحقيقية التى نتمناها، فى المطرية ظهرت قيم التكافل والتكاتف والحب والمودة بين الأهالى، بل ظهر شىء مهم كم نحتاج إليه هذه الأيام، وهو الفرحة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحضارة في المطرية الحضارة في المطرية



GMT 00:07 2024 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

عاربون... صوت صيادي اللؤلؤ

GMT 01:15 2023 الخميس ,22 حزيران / يونيو

كل هذا جرى في نهار واحد

GMT 00:13 2022 الجمعة ,14 تشرين الأول / أكتوبر

الجائزة... وإنما

GMT 05:06 2022 الجمعة ,15 تموز / يوليو

لكنه بنى البلاد

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon