توقيت القاهرة المحلي 14:42:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أخطاء صغيرة.. وكوارث كبيرة

  مصر اليوم -

أخطاء صغيرة وكوارث كبيرة

بقلم : عبد اللطيف المناوي

يقولون إن معظم النار من مستصغر الشرر، فقد يرتكب البعض أخطاءً يراها صغيرة، لكنها فى الواقع تكون سببًا لكوارث كبيرة، بل إن بعضها قد يحول مجرى التاريخ. تلك الأخطاء يرتكبها أشخاص، أو جماعات، أو دول، ربما تكون بسبب حسابات خاطئة، أو مغامرات غير محسوبة، لكنها فى النهاية تسبب أزمات كبرى.

أتذكر مثلًا خطأ إطلاق النار فى سراييفو، ما عجّل بالحرب العالمية الأولى، إذ قُتل الأرشيدوق فرانز فرديناند، وريث العرش النمساوى المجرى، وزوجته صوفى فى سراييفو على يد الطالب الصربى جافريلو برينسيب. هذا الاغتيال، الذى كان نتيجة لخطأ فى تنفيذ خطط اغتيال غير محكمة، أشعل فتيل سلسلة من التحالفات العسكرية والتوترات السياسية، التى تسببت فى اندلاع الحرب العالمية الأولى، وما استتبعها من مآسٍ أدت إلى مقتل الملايين.

أيضًا أتذكر معركة واترلو، التى أنهت حكم نابليون بونابرت، فمن بين العوامل التى أدت إلى هزيمة نابليون سوء تقدير وصول الإمدادات العسكرية والدعم من القائد المارشال جروشى بسبب تأخير طفيف فى نقل الأوامر والرسائل، إذ لم يصل جروشى فى الوقت المناسب لدعم قوات نابليون، ما سمح للجيوش المتحالفة بالانتصار.

حادث آخر وقع فى ٢٨ يناير ١٩٨٦، عندما انفجر مكوك الفضاء (تشالنجر) بعد ٧٣ ثانية فقط من إطلاقه، ما أسفر عن مقتل جميع رواد الفضاء السبعة على متنه، إذ كشفت التحقيقات أن السبب كان عبارة عن فشل فى إحدى الحلقات المطاطية فى الصاروخ، نتيجة للبرد الشديد.

ما حدث لـ(تشالنجر) يشبه ما حدث فى خليج المكسيك، سنة ٢٠١٠، عندما وقع انفجار على منصة ديب ووتر هورايزن النفطية، ما أدى إلى تسرب ملايين البراميل من النفط فى الخليج، وقد أظهرت التحقيقات أن السبب كان نتيجة لعدة أخطاء فى السلامة والإشراف، بما فى ذلك تجاهل إشارات تحذيرية مبكرة حول مشاكل فى البئر.

هذه الكارثة البيئية كانت واحدة من أكبر التسريبات النفطية فى التاريخ، وأدت إلى خسائر بيئية واقتصادية ضخمة.

أتذكر كذلك حادث إسقاط الطائرة الماليزية فوق شرق أوكرانيا بصاروخ أرض- جو، فى يوليو ٢٠١٤، ما أسفر عن مقتل جميع ركابها الـ٢٩٨. وأشارت التحقيقات إلى أن الطائرة أُسقطت بالخطأ من قِبَل القوات المتمردة المدعومة من روسيا التى اعتقدت أنها كانت طائرة عسكرية. هذا الحادث أدى إلى توتر كبير بين روسيا والغرب، وزاد من تعقيدات الأزمة الأوكرانية.

الآن، وأنا أتذكر كل هذه الحوادث وغيرها، أتأمل الكثير من المواقف الشخصية، أو حتى المواقف السياسية التى وقعت فى المحيط العربى، وسيكشف التاريخ فيما بعد أنه بسبب قرارات غير مدروسة، اتُّخذت فى ظروف وأوقات غير مناسبة، قُتل أكثر من ٤٠ ألف فلسطينى، لا تزال دماؤهم ساخنة حتى الآن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أخطاء صغيرة وكوارث كبيرة أخطاء صغيرة وكوارث كبيرة



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon