بقلم - عبد اللطيف المناوي
تابعت بشغف شديد ردود الأفعال المتباينة تمامًا حول الحكم الأخير على الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، بخصوص دفع أموال بالمخالفة للقانون لشراء صمت ممثلة إباحية، وخرجت بنتيجة مهمة، أنه مهما تقدمت الدول، ومهما تشدقت بمفاهيم الديمقراطية واحترام وسيادة القانون، لكن فى النهاية يظل الجمهورى جمهوريًّا والديمقراطى ديمقراطيًّا.
كذلك مهما اختلفت طبقاتهم السياسية، حيث إن أصغر جمهورى فى الشارع هاجم الحكم، واعتبره عارًا على الديمقراطية الأمريكية، كذلك أقطاب الحزب نفسه اعتبروه كذلك، بل إن بعضهم نشر صورة مقلوبة للعَلَم الأمريكى.
بينما أصغر منتمٍ للحزب الديمقراطى فى أبعد ولاية أمريكية اعتبر الحكم انتصارًا للديمقراطية، فى حين اعتبرت حملة الرئيس الأمريكى الحالى جو بايدن أنه لا أحد فوق القانون.
تابعت كذلك آراء القانونيين، الذين أكدوا أن هذا الحكم لن يمنع ترامب من خوض غمار الانتخابات المقبلة فى نوفمبر، وأنه حتى الآن المرشح الجمهورى لحزبه، وأن قواعد الجمهوريين ستمنحه أصواتهم، تمامًا مثلما سيساند الديمقراطيون مرشحهم بايدن.
ولكن قد يؤثر الحكم فى الأصوات المتأرجحة، حيث من المتوقع أن تلعب تلك الأصوات دورًا مؤثرًا لنجاح أى مرشح يسعى للوصول إلى البيت الأبيض، خصوصًا فى حالة الاستقطاب السياسى الحادث الآن فى المجتمع السياسى الأمريكى.
هذه الفئة من الناخبين، التى تتسم بعدم الانتماء الحزبى الثابت وميولها للتصويت بناءً على القضايا الراهنة والأداء الشخصى للمرشحين، قد ترى فى الإدانة دليلًا على فساد أو سوء إدارة متوقع من جانب ترامب، ما قد يدفعها نحو المرشح الآخر، أو اختيار عدم التصويت، ما يؤثر على النتيجة النهائية.
وقد لعبت الأصوات المتأرجحة دورًا حاسمًا فى العديد من الانتخابات الأمريكية السابقة. على سبيل المثال، فى انتخابات عام 2000 بين جورج بوش الابن وآل جور، كانت الفئة المتأرجحة فى ولاية فلوريدا هى العامل الحاسم فى تحديد الفائز.
وفى انتخابات عام 2016، كانت الولايات المتأرجحة مثل ميتشيجان وويسكونسن وبنسلفانيا حاسمة فى فوز ترامب على هيلارى كلينتون، حيث تمكن من تحقيق انتصارات محدودة فى هذه الولايات، التى عادة ما تكون متأرجحة، مما أدى إلى حصوله على أغلبية الأصوات الانتخابية، رغم خسارته فى التصويت الشعبى.
إدانة ترامب الأخيرة تضيف طبقة جديدة من التعقيد إلى الديناميات الانتخابية الأمريكية. تأثير هذه الإدانة على الأصوات المتأرجحة يعتمد بشكل كبير على تطورات القضايا المتعلقة بها والكيفية التى ستتم بها معالجتها إعلاميًّا وسياسيًّا من جانب وسائل الإعلام المنتمية إلى الجمهوريين، والوسائل المنحازة إلى المصالح الديمقراطية.
تظل الأيام القادمة حاسمة فى تحديد مدى تأثير هذه الإدانة على المشهد السياسى الأمريكى، وما إذا كانت ستعزز من قوة ترامب بين أنصاره أو ستدفع المزيد من الناخبين المتأرجحين بعيدًا عنه.