توقيت القاهرة المحلي 19:23:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استغلال الأطفال واقع مرير وضرورة للتغيير

  مصر اليوم -

استغلال الأطفال واقع مرير وضرورة للتغيير

بقلم:عبد اللطيف المناوي

  تظل مسألة استغلال الأطفال في الصناعة على مستوى العالم قضية مُلِحّة تستدعى اهتمامًا وتصديًا جديين. رغم التقدم الذي تحقق في العقود الماضية في مجال حقوق الإنسان وحقوق الطفل، لا يزال الملايين من الأطفال حول العالم يتعرضون للإساءة والاستغلال في قطاعات متعددة. يتمثل استغلال الأطفال في تشغيلهم في وظائف تفتقر للسلامة والحماية، مما يؤثر بشكل سلبى على صحتهم الجسدية والنفسية ويحرمهم من حقوقهم الأساسية مثل التعليم واللعب.

عوامل متعددة تسهم في استمرار هذه المشكلة، منها ضعف البنية التحتية والفقر والنزاعات وعدم توافر فرص التعليم في بعض المناطق، ما يجعل الأطفال عُرضة للاستغلال. أيضًا الطلب المستمر على منتجات ذات تكلفة منخفضة يدفع بعض الشركات وأصحاب الأعمال إلى الاستفادة من عمالة الأطفال لتقليل تكاليف الإنتاج.

وفقًا لإحصائيات منظمات دولية، يعيش ما يقرب من 152 مليون طفل تحت سن الـ17 في ظروف عمل تشمل أنشطة خطيرة ومؤذية.

منظمة العمل الدولية (ILO) تشير إلى أن الأطفال المعرضين للاستغلال في الصناعة يواجهون خطر التعرض للأمراض والإصابات وسوء التغذية. القطاعات المتضررة تشمل التعدين والزراعة والملابس والسجائر والمواد الكيميائية. يعانى هؤلاء الأطفال سوء الظروف المعيشية والتعليمية، مما يحجب آفاقهم ويقيّدهم في تحقيق إمكانياتهم.

استغلال الأطفال في الصناعة يؤثر على الاقتصاد العالمى، حيث يقدر تقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (UNICEF) أن الاستغلال يُكلِّف الاقتصادات الوطنية مبالغ هائلة في تكاليف الرعاية الصحية وفقدان الإنتاجية. إذا لم تتم معالجة هذه المشكلة، فإن العالم سيواجه تحديات أكبر في تحقيق التنمية المستدامة.

يظل الأمل في التغيير بالتعاون بين الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدنى من أجل القضاء على هذه الظاهرة البشعة، وذلك باعتماد التشريعات وفرض عقوبات صارمة على أصحاب الأعمال الذين يستغلون الأطفال، وتوفير فرص تعليمية مجانية وجودة للأطفال، وبذلك يمكن تحقيق تحسن ملموس.

تشير الإحصائيات إلى أن هناك تقدمًا بطيئًا، ولكنه مستمر في مكافحة استغلال الأطفال. على سبيل المثال، توجد تحسينات في عدد الأطفال العاملين في الزراعة والتعدين. ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به.

استغلال الأطفال في الصناعة على مستوى العالم هو تحدٍّ يتطلب جهودًا دولية متكاملة. يجب أن يتحد العالم للقضاء على هذه الظاهرة وضمان توفير بيئة آمنة ومستدامة للأطفال حول العالم، حيث يمكن للأطفال أن يعيشوا بحرية وكرامة، ويستفيدوا من حقوقهم الأساسية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استغلال الأطفال واقع مرير وضرورة للتغيير استغلال الأطفال واقع مرير وضرورة للتغيير



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 15:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
  مصر اليوم - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 13:12 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

أوميغا 3 يساهم في إبطاء نمو سرطان البروستاتا لدى الرجال

GMT 00:28 2024 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تارا عماد تكتشف سرًا يربطها بوالدتها

GMT 18:55 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

المصري يبدأ توزع دعوات مباراة بطل سيشل

GMT 06:45 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

مشاجرة بين مروان محسن ورضا عبد العال بسبب "الأهداف"

GMT 06:45 2020 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "الهلال" السعودي بين مطرقة "كورونا" وسندان "الديربي"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon