توقيت القاهرة المحلي 05:47:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سرديات نصرالله

  مصر اليوم -

سرديات نصرالله

بقلم : عبد اللطيف المناوي

كل المهتمين بالشأن العام فى العالم، عربًا وغير عرب، انتظروا خطاب السيد حسن نصرالله، أمين عام «حزب الله»، بعدما أعلن عن موعده. حُشدت الساحات، وعلت الهمم، واتسعت المدارك، انتظارًا لهذا الحدث الجلل، الذى سيحمل- ولابد- الكثير من المعلومات والحقائق.

فجاء الخطاب فى ٥٥ دقيقة. سادت فيه نبرة السخرية، لكن التوتر لم يغب عن نبرة نصرالله. احتوت كلمات زعيم الحزب على رد بلا معلومات أو إثباتات. غابت الدولة اللبنانية بشكل كامل عن كلمات السيد نصر الله، الذى أقر بأن الهجوم الاستباقى الإسرائيلى حدث قبل نصف الساعة من بدء هجوم الحزب، وهذا الإقرار بمثابة إقرار صريح بأن القيادة العسكرية للحزب مخترقة أمنيًّا، وهذا يفسر نجاح إسرائيل فى اغتيال قياداته العليا فى أوقات سابقة، وآخرهم فؤاد شكر.

حمّل نصرالله تل أبيب مسؤولية التصعيد، مشددًا على أن اغتيال فؤاد شكر فى ضاحية بيروت تجاوز كل الخطوط الحمراء، وأن حزبه تأخر فى الرد على هذا الحادث عقابًا لإسرائيل (مثلما قال قبل ذلك)، لكن الرد جاء وحسب الطريقة التى فضلها حزب الله، وأن الرد انتهى!. أعلن نصرالله فى خطابه كذلك أن كل طرف فى «محور المقاومة» سيقرر كيف يرد بطريقته، حيث سيكون هناك رد لإيران وللحوثيين بعد ردّه!.

هذه أهم نقاط الخطاب الذى انتظره الكثيرون، إلا أنهم قدر انتظارهم لهذا الخطاب، اختلفوا فى تقييمه.

كان المتفائلون يرون أن أحسن الأوقات للمشاركة فى الصراع ضد إسرائيل لتحقيق أفضل النتائج السياسية هو فتح الجبهة فى الجنوب اللبنانى، خصوصًا أن لدى المتفائلين انطباعًا بأن «حزب الله» لديه من السلاح والرجال ما هو أفضل للمواجهة، وهو كثيف الكتلة النارية، كما كان يقول دائمًا من «سرديات» القوة، حسب تعبير نصرالله نفسه، من دون التفكير فيها، سواء صح الكلام أو لم يصح.

الحقيقة أن استقبال المتفائلين المنتمين يشير إلى أنه لا أمل فى هؤلاء أن يفيقوا، ولا معنى للإجهاد بالتوجه إليهم بحديث العقل.

أما استقبال المعارضين لكل طرح ومواقف «حزب الله» وسيده صاحب «السرديات»، فإن قناعتهم أنه ليس أكثر من ذراع إيرانية فى المنطقة، وهؤلاء مثلهم مثل المجموعة الأولى ستظل على موقفها مهما تمت مواجهتهم بمنطق، فلن تغير رأيها.

الملحوظ هنا أن هذه الفئة (المعارضة) ازداد حجمها طوال الفترة الماضية، فلو قارنّا بين موقف استقبال خطابات نصرالله، وموقف «حزب الله» بشكل عام منذ ٢٠٠٦ حتى الآن، سنجد أن هذه الفئة تتضاعف يومًا بعد يوم.

هناك موقف ثالث أو مستوى ثالث فى تلقى «سرديات» نصرالله، وهو أولئك القابلون للتحليل العقلانى، لكن للأسف يتراجع حجم هؤلاء فى ظل حالة اللا منطق التى تحكم المنطقة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سرديات نصرالله سرديات نصرالله



GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 05:33 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

توفيق الحكيم!

GMT 05:31 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أخطار جديدة

GMT 05:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخاطر (أفغنة) سوريا (2)

GMT 05:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الأفلام القصيرة في قرطاج!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon