بقلم - عبد اللطيف المناوي
فى إطار التصرفات الإسرائيلية التى أشعلت المنطقة وأجزاء كثيرة من العالم، أتى تهديدها واستعدادها لبدء العملية العسكرية فى مدينة رفح جنوبى قطاع غزة والمدينة القريبة من الحدود الفلسطينية المصرية ليزيد الأمور تعقيدًا ويهدد بخطر توسيع رقعة الحرب لتضم أطرافا عديدة قد تؤدى إلى حرب شاملة فى المنطقة واستعدادها لهجوم برى، وهى النقطة الأخيرة التى لجأ إليها الفلسطينيون هربًا من صواريخ الاحتلال على غزة.
تهديدات إسرائيل بتنفيذ عملية الهجوم البرى على مدينة رفح قوبلت برد مصرى حازم بشأن أى محاولات للمساس بالحدود المصرية ومحور صلاح الدين، المعروف بمحور «فيلادلفيا»، والموجود على طول الحدود بين مصر وقطاع غزة.
وكانت مصر أعلنت أن أى محاولات أو مساعٍ لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم ستبوء بالفشل، وأن الحل الوحيد للأوضاع الراهنة يتمثل فى حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
تهديدات الهجوم البرى على رفح جاءت بعد أيام من إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نيته نقل موقع معبر رفح ليكون قريبًا من معبر كرم أبوسالم، واستعادة دولة الاحتلال السيطرة الأمنية عليه، بحسب وسائل إعلام عبرية.
وهو الأمر الذى نفت مصر حدوث أى مباحثات حوله بين مصر والولايات المتحدة وإسرائيل. واعتبرت مصر أن أى محاولات لإسرائيل بالتحرك ناحية محور صلاح الدين، ستؤدى إلى تهديد خطير وجدى للعلاقات المصرية الإسرائيلية.
وزير الخارجية سامح شكرى أكد التزام بلاده باتفاقية السلام مع إسرائيل، مشددًا على أن القاهرة ظلت تتعامل بفاعلية مع هذه الاتفاقية.
وأضاف أن اتفاقية السلام بين البلدين كانت سارية على مدار الأربعين عاما السابقة «وسوف نستمر فى هذا الأمر، فى هذه الحقبة، وأى تعليقات نطق بها بعض الأفراد بشأن هذا الأمر، ربما تكون قد شوهت».
وكانت تقارير إعلامية إسرائيلية وأمريكية، خلال الأيام الماضية، قد نقلت عن مسؤولين مصريين تحذيرهم من أن القاهرة ستتخذ كل الإجراءات التى تحمى مصالحها، حال تحركت إسرائيل عسكريًا فى مدينة رفح الفلسطينية الواقعة على حدود القطاع الجنوبية مع مصر، أو إذا ما اضطر فلسطينيون إلى عبور الحدود نحو شبه جزيرة سيناء. مصر عبرت عن موقف قوى بالتأكيد أن لدى مصر جبهة موحدة، وحزمة كبيرة من التحركات والإجراءات، كما لدى القاهرة من الوسائل ما يُمكنها من الدفاع عن أمنها.
الأكيد أن مصر لن تقبل بالمساس بأراضيها أو تصفية القضية الفلسطينية، والأكيد أيضا أن مصر تلعب أدوارًا فى ملف الوساطة لا يمكن الاستغناء عنها.