توقيت القاهرة المحلي 05:52:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تصعيد مجنون

  مصر اليوم -

تصعيد مجنون

بقلم : عبد اللطيف المناوي

عندما تسمح الظروف والمعطيات لشخص أن يتحكم ويفرض أسلوبه على المنطقة، بل وعلى العالم كله، ليتمكن من البقاء فى السلطة لأطول وقت ممكن. وببقائه فى السلطة يتجنب الحساب السياسى والجنائى. هذا هو بنيامين نتنياهو الذى يسعى لإيجاد كل يوم فعلة تمكنه من الاستمرار فى موقعه، غير مكترث أو مبالٍ بأى شىء آخر.

منذ أيام بدأ بنيامين نتنياهو فعلته الجديدة، وهى اقتحام الضفة الغربية، التى لا تسيطر عليها حركة حماس، ولا اشترك أحد منها فى هجوم السابع من أكتوبر، كما أنها المكان الذى لا تفيد أى معلومات بأن الرهائن الإسرائيليين موجودون فى حدوده!.

بدأ نتنياهو فعلته الجديدة دون حتى السماع لأصوات عقل أو منطق، أو حتى أصوات احتجاج، وبعد ساعات قليلة من الاقتحام ترك وراءه دمارًا كبيرًا فى البنية التحتية، لا سيما فى مخيم نور شمس بمدينة طولكرم.

بالتزامن، استمر الجيش الإسرائيلى مدعومًا بقرار من نتنياهو، فى عملياته العسكرية بمدينة جنين، ومخيمها، وقد دفع بتعزيزات عسكرية بعد ما ألحقه من خراب فى البنية التحتية، إذ واصل الجيش الإسرائيلى كذلك عمليات المداهمة والتفتيش لعشرات المنازل التى حولها إلى ثكنات عسكرية، فى وقت وقعت فيه اشتباكات مسلحة بين مقاتلين فلسطينيين ووحدات إسرائيلية، تحديدا فى الحى الشرقى من جنين حيث هدمت الجرافات الإسرائيلية أجزاء من مسجد خالد بن الوليد!.

كل هذا ونتنياهو لا يرى إلا الحرب والدمار. الغريب أن رئيس الوزراء الإسرائيلى حتى لم يجب إجابة منطقية على ما سعت حليفته الأولى، أمريكا، معرفته من أسباب أو بالأحرى أهداف اقتحام الضفة!.

ماثيو ميللر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مثلًا قال الديباجة التمهيدية الأمريكية المعتادة فى كل أحاديث المسؤولين الأمريكيين فيما يتعلق بالصراع فى فلسطين، مؤكدًا على إدراكه أهمية أن تدافع إسرائيل عن نفسها، وأن تتخذ التدابير اللازمة لحماية مدنييها، وما إلى آخره من ديباجة باتت محفوظة، إلا أنه قال إن إدارته بقيادة بايدن، قلقة بشأن الحفاظ على الاستقرار فى الضفة الغربية، رافضًا فكرة تكرار النزوح الجماعى للفلسطينيين فى الضفة الغربية أيضًا.

ولكن هل يسمع نتنياهو، حتى صوت المؤيدين له؟، الإجابة لا، إذ إن وزير الخارجية الإسرائيلى يسرائيل كاتس، دعا بشكل واضح إلى طرد الفلسطينيين من منازلهم فى الضفة الغربية، ما أثار استياء وغضبًا عربيًا ودوليًا.

نتنياهو مستمر فى التصعيد المجنون على كافة الجبهات وكافة المستويات من أجل ألا يُساءل. نتنياهو مستمر فى إشعال المنطقة وقتل الآلاف وهدم البيوت وتجريف الطرق وتشريد مئات الألوف من أجل ألا يُساءل. الرجل مستمر فى جنونه ولا رادع ولا ناصح له. مستمر فى طريقه إلى أن يقول «أنا المنتصر»، ولكن هذا الطريق مفروش بالشهداء، ومروية أرضه بدماء ضحايا لا ذنب لهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تصعيد مجنون تصعيد مجنون



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon