توقيت القاهرة المحلي 18:29:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حضارتان لا يجوز أن تختلفا

  مصر اليوم -

حضارتان لا يجوز أن تختلفا

بقلم - عبد اللطيف المناوي

الباحث فى العلاقات المصرية الإيطالية فى العصر الحديث سيجد معلومة متكررة، وهى أن العلاقات بين البلدين بدأت عام 1914، فى حين أن الدارس لتاريخ العلاقة بين الحضارتين (المصرية والإيطالية) سيكتشف أنها تعود إلى أزمنة ما قبل الميلاد، إذ بلغت ذروتها عام 30 ق. م بضم مصر إلى الإمبراطورية الرومانية.

العلاقة بدأت بين حضارات، وتطورت إلى علاقات بين دول. تتوتر علاقات الدول، وتبقى قاعدة الحضارات راسخة.

لذلك، ورغم حالة التوتر التى مرت بها العلاقات بين البلدين منذ عام 2016 بسبب قضية مقتل ريجينى، فإن ثقتى فى استعادة العلاقات لزخمها وقوتها لم تتراجع فى أى لحظة.

لقد حقق المتآمرون نجاحًا وقتيًّا عندما استغلوا القضية، فى الوقت الذى كان يزور فيه مصر أكبر وفد من الرسميين ورجال الأعمال الإيطاليين، وحاولوا ضرب العلاقة بين القاهرة وروما بعد ثورة يونيو لأن إيطاليا كانت من الدول الأكثر انفتاحًا ورغبة فى التعاون مع مصر، عكس الاتجاه الأوروبى العام وقتها لتسود حالة من التوتر، ولكن تحت حالة التوتر تلك حالة أخرى من إصرار أطراف إيطالية ومصرية على أهمية العمل على تجاوزها.

عندما التقيت بالسفير الإيطالى الحالى فى مصر، ميكيلى كوارونى، وجدته من أولئك الحريصين بقوة وصدق على استعادة العلاقات بين البلدين إلى المستوى الجدير بها. وقادتنى الظروف إلى أن ألتقى بأكثر من مسؤول إيطالى، من بينهم بييرو فاسينو، رئيس لجنة العلاقات الخارجية فى البرلمان الإيطالى وقتها، والذى أبدى لى عند لقائى به منذ حوالى ثلاث سنوات رغبته الشديدة وجهده الكبير فى تجاوز البلدين لتلك الأزمة. وهى اللقاءات التى توافقت مع المعرفة المصرية وأيضًا مع الرغبة المصرية فى استعادة علاقات قوية وطبيعية. والحقيقة أن أثر توتر تلك المرحلة لم يؤثر فى كثير من أوجه التعاون بين البلدين.

منذ اليوم الأول، قلت للسفير ميكيلى كوارونى، الذى أصبح صديقًا عزيزًا، إن أهم إنجاز سيُحسب له فى تاريخه عندما ينجح وتنجح الجهود فى وقته وتعود المياه إلى مجاريها بشكل كامل.

والحقيقة التى أشهد بها أن الإنجاز قد تم، وقد شعر به الجميع، وقمة الإعلان عن هذا النجاح كانت فى حفل السفارة الإيطالية باليوم الوطنى، والذى لم يكن مجرد احتفال، فهو يحدث كل عام، ولكن أن يكون الاحتفال فى المبنى التاريخى للقنصلية الإيطالية فى وسط القاهرة، شارع 26 يوليو والجلاء، هو الدلالة الكبرى.

فالمبنى ذو طراز أوروبى، وهو عبارة عن مجمع كان يضم القنصلية الإيطالية والنادى الاجتماعى الإيطالى، والملحقية العسكرية، والمدرسة الدولية الإيطالية، وبجوار إحدى بواباته توجد لافتة تحمل اسم دانتى إليجرى، الشاعر الإيطالى، صاحب «الكوميديا الإلهية».

وتم وقف الخدمات القنصلية بعدما تعرض المبنى لحادث تفجير أمامه عام 2015. وللمرة الأولى منذ ذلك التاريخ، تفتح القنصلية التاريخية أبوابها، أمس الأول، لأصدقاء إيطاليا من المصريين، وكانوا كُثُرًا، لتدشن مرحلة جديدة من العلاقات بين الدولتين، وبدأ امتداد علاقات الحضارتين، وأيضًا العلاقة الخاصة جدًّا بين المصريين و«الطليان».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حضارتان لا يجوز أن تختلفا حضارتان لا يجوز أن تختلفا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 17:46 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon