توقيت القاهرة المحلي 20:04:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الروح المتمردة

  مصر اليوم -

الروح المتمردة

بقلم - عبد اللطيف المناوي

تفعل فينا السنون فعلتها، نتحول إلى كائنات أعقل، أقل اندفاعا وأكثر تفكيرا وتحفظا. ونسمى ذلك حكمة. ننظر إلى سنوات شبابنا ونضحك منها أحيانا، وننعت أنفسنا بالتهور وقلة الخبرة. ننصح أبناءنا، أيضا بحكمة مفتعلة، ونقول لهم غدا ستكبرون وتعقلون.

يبقى فينا جذوة الاندفاع ورغبة التمرد، الثورة على المألوف وتحدى الواقع وتغييره يبقى كامنا فى داخلنا تغطيه ما واجهناه وعانينا من معارك خسرنا منها كثيرا وكسبنا بعضها. بحثنا عن الاستقرار بعد أن أصبح لدينا من نهتم به وما نخشى من فقده. فتراجعت أحلامنا وصغرت لتصبح بحجم الواقع بعد أن كانت تحلق فى السماء.

غمرنى ذلك الإحساس وأنا أغرق بشكل كلى وتام مع موسيقى «الريجى» وأغنيات بوب مارلى فى الفيلم الجديد الذى صدر هذا العام يحمل اسمه واسم إحدى أغنياته «one love». منذ اللحظة الأولى عدت إلى تلك الأحاسيس القديمة فى الجامعة. نعيش التمرد ونعشق المعارضة ونحلم بتغيير العالم. كل ذلك ونحن نستمع ونعيش مع أغنيات وكلمات بوب مارلى، ونهتز مع إيقاع موسيقى «الريجى».

والفيلم يسرد أسرار فى حياة بوب مارلى الذى يعد واحدًا من أشهر مغنى الريجى عبر التاريخ، وتبدأ الأحداث من عام 1976، عندما يستعد مارلى للمشاركة بحفل فى العاصمة الجامايكية كينجستون. تخيل بوب أن غناءه سوف يوقف نهر الدماء القادم، وأن كلماته عن العدل والحق والسلام ستنجح فى القضاء على الانقسامات العنيفة بين الساسة والميليشيا الجامايكية، وقبل الحفل أطلق مسلحون النار على بوب مارلى وزوجته ريتا التى تُصاب. يقرر مارلى بعدها مغادرة بلاده، والسفر للعيش فى العاصمة البريطانية لندن، ثم يجتمع مجددًا مع فرقته «Wailers» أى النائحين وعندما سألوه لماذا اخترت هذا الاسم أجاب لأننا لحظة ميلادنا نبدأ فى البكاء والنواح ولا نتوقف بعدها.

عاش مارلى معاناة من المعاملة العنصرية فى أمريكا، حيث عاد إلى موطنه ليعتنق هناك الديانة «الرستفارية» فى عام 1966، وهى عقيدة دينية نشأت فى جامايكا فى العقد الثالث من القرن العشرين بواسطة حركة من الشبان السود تعتبر إفريقيا مهد البشرية متأثرين بدعوة القوميّة السوداء التى أطلقها الزعيم الجامايكى الشهير ماركوس كارفى (1887-1940). والرستفارية عقيدة صوفية غيبية تؤمن بالتفسير الإفريقى للكتاب المقدس، حيث تعتبر إثيوبيا هى أرض الميعاد، وتعتقد أن الإمبراطور الإثيوبى هيلا سيلاسى (1892-1976) هو المسيح. وتدعو الرستفارية إلى نبذ العنف، وترفض النظرة المادية للحياة، وتدعو إلى السلام العالمى الشامل.

بوب مارلى امتلك موهبة كبيرة، فهو يكتب الكلمات بنفسه ويلحنها. يكمن سر نجاحه الساحق فى بساطة كلماته والرسالة التى ينشرها التمرد على الظلم، والعدالة، والحرية، والسلام، ومحاربة الفقر، والحب بكل أنواعه.

رغم موته شابا فى الـ36، إلا أن أغانيه التى هدفت دائما للحرية والحب والسلام ظلت باقية.

انتهى الفيلم الذى أيقظ روحا حالمة متمردة دفعتها الحياة إلى منطقة الحكمة والعقل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الروح المتمردة الروح المتمردة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 17:46 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 22:59 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

نانسي عجرم تهنئ شعب البحرين بالعيد الوطني الـ53

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح

GMT 15:39 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

"المركزي المصري" يتيح التحويل اللحظي للمصريين بالخارج

GMT 21:50 2021 السبت ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيديو كليب صورة افتراضية

GMT 18:31 2017 الإثنين ,13 شباط / فبراير

ردّ الجميل للنادي المصري

GMT 09:51 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

أفكار إطلالات المحجبات من وحي مدونات الموضة

GMT 07:56 2021 الأربعاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رقي الإمارات سرها وسحرها

GMT 08:28 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

روتين العناية بالبشرة خلال فترة تغيير الطقس

GMT 09:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طريقة عمل تورتة بالشوكولاتة والمكسرات

GMT 09:55 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

تعقيدات قواعد المجوهرات في العمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon