توقيت القاهرة المحلي 18:39:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الروح المتمردة

  مصر اليوم -

الروح المتمردة

بقلم - عبد اللطيف المناوي

تفعل فينا السنون فعلتها، نتحول إلى كائنات أعقل، أقل اندفاعا وأكثر تفكيرا وتحفظا. ونسمى ذلك حكمة. ننظر إلى سنوات شبابنا ونضحك منها أحيانا، وننعت أنفسنا بالتهور وقلة الخبرة. ننصح أبناءنا، أيضا بحكمة مفتعلة، ونقول لهم غدا ستكبرون وتعقلون.

يبقى فينا جذوة الاندفاع ورغبة التمرد، الثورة على المألوف وتحدى الواقع وتغييره يبقى كامنا فى داخلنا تغطيه ما واجهناه وعانينا من معارك خسرنا منها كثيرا وكسبنا بعضها. بحثنا عن الاستقرار بعد أن أصبح لدينا من نهتم به وما نخشى من فقده. فتراجعت أحلامنا وصغرت لتصبح بحجم الواقع بعد أن كانت تحلق فى السماء.

غمرنى ذلك الإحساس وأنا أغرق بشكل كلى وتام مع موسيقى «الريجى» وأغنيات بوب مارلى فى الفيلم الجديد الذى صدر هذا العام يحمل اسمه واسم إحدى أغنياته «one love». منذ اللحظة الأولى عدت إلى تلك الأحاسيس القديمة فى الجامعة. نعيش التمرد ونعشق المعارضة ونحلم بتغيير العالم. كل ذلك ونحن نستمع ونعيش مع أغنيات وكلمات بوب مارلى، ونهتز مع إيقاع موسيقى «الريجى».

والفيلم يسرد أسرار فى حياة بوب مارلى الذى يعد واحدًا من أشهر مغنى الريجى عبر التاريخ، وتبدأ الأحداث من عام 1976، عندما يستعد مارلى للمشاركة بحفل فى العاصمة الجامايكية كينجستون. تخيل بوب أن غناءه سوف يوقف نهر الدماء القادم، وأن كلماته عن العدل والحق والسلام ستنجح فى القضاء على الانقسامات العنيفة بين الساسة والميليشيا الجامايكية، وقبل الحفل أطلق مسلحون النار على بوب مارلى وزوجته ريتا التى تُصاب. يقرر مارلى بعدها مغادرة بلاده، والسفر للعيش فى العاصمة البريطانية لندن، ثم يجتمع مجددًا مع فرقته «Wailers» أى النائحين وعندما سألوه لماذا اخترت هذا الاسم أجاب لأننا لحظة ميلادنا نبدأ فى البكاء والنواح ولا نتوقف بعدها.

عاش مارلى معاناة من المعاملة العنصرية فى أمريكا، حيث عاد إلى موطنه ليعتنق هناك الديانة «الرستفارية» فى عام 1966، وهى عقيدة دينية نشأت فى جامايكا فى العقد الثالث من القرن العشرين بواسطة حركة من الشبان السود تعتبر إفريقيا مهد البشرية متأثرين بدعوة القوميّة السوداء التى أطلقها الزعيم الجامايكى الشهير ماركوس كارفى (1887-1940). والرستفارية عقيدة صوفية غيبية تؤمن بالتفسير الإفريقى للكتاب المقدس، حيث تعتبر إثيوبيا هى أرض الميعاد، وتعتقد أن الإمبراطور الإثيوبى هيلا سيلاسى (1892-1976) هو المسيح. وتدعو الرستفارية إلى نبذ العنف، وترفض النظرة المادية للحياة، وتدعو إلى السلام العالمى الشامل.

بوب مارلى امتلك موهبة كبيرة، فهو يكتب الكلمات بنفسه ويلحنها. يكمن سر نجاحه الساحق فى بساطة كلماته والرسالة التى ينشرها التمرد على الظلم، والعدالة، والحرية، والسلام، ومحاربة الفقر، والحب بكل أنواعه.

رغم موته شابا فى الـ36، إلا أن أغانيه التى هدفت دائما للحرية والحب والسلام ظلت باقية.

انتهى الفيلم الذى أيقظ روحا حالمة متمردة دفعتها الحياة إلى منطقة الحكمة والعقل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الروح المتمردة الروح المتمردة



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 11:57 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه

GMT 04:18 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

مبابي يرفض وساطة لحل أزمته مع ناصر الخليفي

GMT 00:03 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

على ماهر يمنح لاعبى المصرى راحة سلبية 48 ساعة

GMT 05:36 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

القهوة تحمي من الإصابة بالشلل الرعاش والخرف

GMT 16:23 2018 الإثنين ,07 أيار / مايو

‏فضل صلاة النافلة

GMT 01:43 2018 الخميس ,26 إبريل / نيسان

عصام عبد الفتاح يهاجم النادي الأهلي

GMT 00:28 2014 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

بامية ويكا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon