توقيت القاهرة المحلي 08:49:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الروح المتمردة

  مصر اليوم -

الروح المتمردة

بقلم - عبد اللطيف المناوي

تفعل فينا السنون فعلتها، نتحول إلى كائنات أعقل، أقل اندفاعا وأكثر تفكيرا وتحفظا. ونسمى ذلك حكمة. ننظر إلى سنوات شبابنا ونضحك منها أحيانا، وننعت أنفسنا بالتهور وقلة الخبرة. ننصح أبناءنا، أيضا بحكمة مفتعلة، ونقول لهم غدا ستكبرون وتعقلون.

يبقى فينا جذوة الاندفاع ورغبة التمرد، الثورة على المألوف وتحدى الواقع وتغييره يبقى كامنا فى داخلنا تغطيه ما واجهناه وعانينا من معارك خسرنا منها كثيرا وكسبنا بعضها. بحثنا عن الاستقرار بعد أن أصبح لدينا من نهتم به وما نخشى من فقده. فتراجعت أحلامنا وصغرت لتصبح بحجم الواقع بعد أن كانت تحلق فى السماء.

غمرنى ذلك الإحساس وأنا أغرق بشكل كلى وتام مع موسيقى «الريجى» وأغنيات بوب مارلى فى الفيلم الجديد الذى صدر هذا العام يحمل اسمه واسم إحدى أغنياته «one love». منذ اللحظة الأولى عدت إلى تلك الأحاسيس القديمة فى الجامعة. نعيش التمرد ونعشق المعارضة ونحلم بتغيير العالم. كل ذلك ونحن نستمع ونعيش مع أغنيات وكلمات بوب مارلى، ونهتز مع إيقاع موسيقى «الريجى».

والفيلم يسرد أسرار فى حياة بوب مارلى الذى يعد واحدًا من أشهر مغنى الريجى عبر التاريخ، وتبدأ الأحداث من عام 1976، عندما يستعد مارلى للمشاركة بحفل فى العاصمة الجامايكية كينجستون. تخيل بوب أن غناءه سوف يوقف نهر الدماء القادم، وأن كلماته عن العدل والحق والسلام ستنجح فى القضاء على الانقسامات العنيفة بين الساسة والميليشيا الجامايكية، وقبل الحفل أطلق مسلحون النار على بوب مارلى وزوجته ريتا التى تُصاب. يقرر مارلى بعدها مغادرة بلاده، والسفر للعيش فى العاصمة البريطانية لندن، ثم يجتمع مجددًا مع فرقته «Wailers» أى النائحين وعندما سألوه لماذا اخترت هذا الاسم أجاب لأننا لحظة ميلادنا نبدأ فى البكاء والنواح ولا نتوقف بعدها.

عاش مارلى معاناة من المعاملة العنصرية فى أمريكا، حيث عاد إلى موطنه ليعتنق هناك الديانة «الرستفارية» فى عام 1966، وهى عقيدة دينية نشأت فى جامايكا فى العقد الثالث من القرن العشرين بواسطة حركة من الشبان السود تعتبر إفريقيا مهد البشرية متأثرين بدعوة القوميّة السوداء التى أطلقها الزعيم الجامايكى الشهير ماركوس كارفى (1887-1940). والرستفارية عقيدة صوفية غيبية تؤمن بالتفسير الإفريقى للكتاب المقدس، حيث تعتبر إثيوبيا هى أرض الميعاد، وتعتقد أن الإمبراطور الإثيوبى هيلا سيلاسى (1892-1976) هو المسيح. وتدعو الرستفارية إلى نبذ العنف، وترفض النظرة المادية للحياة، وتدعو إلى السلام العالمى الشامل.

بوب مارلى امتلك موهبة كبيرة، فهو يكتب الكلمات بنفسه ويلحنها. يكمن سر نجاحه الساحق فى بساطة كلماته والرسالة التى ينشرها التمرد على الظلم، والعدالة، والحرية، والسلام، ومحاربة الفقر، والحب بكل أنواعه.

رغم موته شابا فى الـ36، إلا أن أغانيه التى هدفت دائما للحرية والحب والسلام ظلت باقية.

انتهى الفيلم الذى أيقظ روحا حالمة متمردة دفعتها الحياة إلى منطقة الحكمة والعقل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الروح المتمردة الروح المتمردة



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 08:44 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة ترد على إعلان إسرائيل إنهاء عمل الأونروا
  مصر اليوم - الأمم المتحدة ترد على إعلان إسرائيل إنهاء عمل الأونروا

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon