توقيت القاهرة المحلي 08:49:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تداعيات سيطرة اليمين

  مصر اليوم -

تداعيات سيطرة اليمين

بقلم - عبد اللطيف المناوي

تُعرف الأحزاب اليمينية فى جميع الدول الأوروبية بدون استثناء بمعاداتها للمهاجرين من جميع الجنسيات، لذلك من المتوقع أن تتغير سياسة الاتحاد الأوروبى تجاه المهاجرين، ولاسيما فى الدول التى تعرف ارتفاع عدد المهاجرين من الدول العربية ودول جنوب الصحراء، كألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا. النتائج التى حققها اليمين المتطرف ستؤدى إلى خلق قوانين أشد تعسفية وتضييقًا على المهاجرين، الذين سيتعرضون لضغوط على مستوى الحقوق القانونية المرتبطة مثلًا بالإقامة والحصول على الجنسية، أو أيضًا على مستوى الحقوق المادية.

مثلًا، مشروع القانون الذى تقدم به اليمين المتطرف فى الجمعية الوطنية فى فرنسا، والذى يسعى إلى حرمان المتقاعدين من تعويضاتهم إن كانوا يعيشون خارجها. الهدف سيكون هو التضييق على المهاجرين فى كل الدول الأوروبية.

الاكتساح على مستوى البرلمان الأوروبى سيمنح اليمين إمكانية التنسيق والضغط على المستوى الأوروبى وليس داخليًّا فقط.

وتلعب الهجرة أيضًا دورًا محوريًّا فى جاذبية اليمين المتشدد، إلى جانب قضايا الحرب الثقافية كالإجهاض وحقوق المثليين. ومؤخرًا، أضافت الأحزاب الشعبوية الأوروبية الغضب من اللوائح البيئية إلى قائمة القضايا الساخنة التى تتبناها. التوجه نحو اليمين يعنى أن الاتحاد الأوروبى قد يكون أقل حماسًا للسياسات الرامية إلى معالجة تغير المناخ، بينما سيكون حريصًا على التدابير الرامية للحد من الهجرة إلى الاتحاد الأوروبى.

وتطرح المكاسب التى حققها اليمين المتطرف فى الانتخابات الأوروبية أسئلة بشأن مسار السياسات الأوروبية فى المرحلة المقبلة، خاصة فيما يتعلق بمسائل مواجهة المساعى الأوروبية لزيادة الإنفاق الدفاعى الموجه لأوكرانيا، وأيضًا تشديد القيود على استقبال المهاجرين واللاجئين، والمطالبة بتقليص أعدادهم بشكل حاد. ويشكو الناخبون فى أنحاء الاتحاد الأوروبى منذ سنوات من أن عملية صنع القرار فى بروكسل معقدة ومتباعدة ومنفصلة عن الواقع اليومى، وهو ما يفسر فى كثير من الأحيان انخفاض نسبة المشاركة فى انتخابات الاتحاد الأوروبى نسبيًّا. يعزز زخم اليمين المتشدد «غياب البدائل الجذابة»، حيث المعتاد أنه فى أوقات عدم الاستقرار التى تتسم بالحروب والأوبئة والغموض الاقتصادى، عادة ما يلجأ الناخبون إلى الأحزاب التقليدية الحاكمة، لكن الواقع أن هذه الأحزاب التى كانت ملجأً فى الماضى تفككت اليوم فى العديد من البلدان وأصبحت عاجزة. الأحزاب اليمينية المتطرفة استغلت هذا الوضع وطرحت نفسها بديلًا، كما استغلت تزايد أعداد اللاجئين والمهاجرين كورقة انتخابية فى برامجها السياسية والانتخابية، خاصة فى ظل تراجع مستوى معيشة ورفاهية الشعوب الأوروبية. هذه الأحزاب استعملت أيضًا ورقة الصعوبات التى تمر منها الاقتصادات الأوروبية بعد فترة جائحة كورونا، والتى فاقمها الغزو الروسى لأوكرانيا، فى ظل ارتفاع الأسعار، وخاصة الطاقة والمواد الغذائية وغيرها من أجل الترويج لنفسها كبديل للأوروبيين. هذه الأحزاب لا تقدم أى حلول واقعية لإخراج دول الاتحاد الأوروبى من الأزمات الاقتصادية، لكن قوة خطابها الشعبوى يقوّى رصيدها لدى فئات من الأوروبيين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تداعيات سيطرة اليمين تداعيات سيطرة اليمين



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 08:44 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة ترد على إعلان إسرائيل إنهاء عمل الأونروا
  مصر اليوم - الأمم المتحدة ترد على إعلان إسرائيل إنهاء عمل الأونروا

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon