توقيت القاهرة المحلي 18:29:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تداعيات سيطرة اليمين

  مصر اليوم -

تداعيات سيطرة اليمين

بقلم - عبد اللطيف المناوي

تُعرف الأحزاب اليمينية فى جميع الدول الأوروبية بدون استثناء بمعاداتها للمهاجرين من جميع الجنسيات، لذلك من المتوقع أن تتغير سياسة الاتحاد الأوروبى تجاه المهاجرين، ولاسيما فى الدول التى تعرف ارتفاع عدد المهاجرين من الدول العربية ودول جنوب الصحراء، كألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا. النتائج التى حققها اليمين المتطرف ستؤدى إلى خلق قوانين أشد تعسفية وتضييقًا على المهاجرين، الذين سيتعرضون لضغوط على مستوى الحقوق القانونية المرتبطة مثلًا بالإقامة والحصول على الجنسية، أو أيضًا على مستوى الحقوق المادية.

مثلًا، مشروع القانون الذى تقدم به اليمين المتطرف فى الجمعية الوطنية فى فرنسا، والذى يسعى إلى حرمان المتقاعدين من تعويضاتهم إن كانوا يعيشون خارجها. الهدف سيكون هو التضييق على المهاجرين فى كل الدول الأوروبية.

الاكتساح على مستوى البرلمان الأوروبى سيمنح اليمين إمكانية التنسيق والضغط على المستوى الأوروبى وليس داخليًّا فقط.

وتلعب الهجرة أيضًا دورًا محوريًّا فى جاذبية اليمين المتشدد، إلى جانب قضايا الحرب الثقافية كالإجهاض وحقوق المثليين. ومؤخرًا، أضافت الأحزاب الشعبوية الأوروبية الغضب من اللوائح البيئية إلى قائمة القضايا الساخنة التى تتبناها. التوجه نحو اليمين يعنى أن الاتحاد الأوروبى قد يكون أقل حماسًا للسياسات الرامية إلى معالجة تغير المناخ، بينما سيكون حريصًا على التدابير الرامية للحد من الهجرة إلى الاتحاد الأوروبى.

وتطرح المكاسب التى حققها اليمين المتطرف فى الانتخابات الأوروبية أسئلة بشأن مسار السياسات الأوروبية فى المرحلة المقبلة، خاصة فيما يتعلق بمسائل مواجهة المساعى الأوروبية لزيادة الإنفاق الدفاعى الموجه لأوكرانيا، وأيضًا تشديد القيود على استقبال المهاجرين واللاجئين، والمطالبة بتقليص أعدادهم بشكل حاد. ويشكو الناخبون فى أنحاء الاتحاد الأوروبى منذ سنوات من أن عملية صنع القرار فى بروكسل معقدة ومتباعدة ومنفصلة عن الواقع اليومى، وهو ما يفسر فى كثير من الأحيان انخفاض نسبة المشاركة فى انتخابات الاتحاد الأوروبى نسبيًّا. يعزز زخم اليمين المتشدد «غياب البدائل الجذابة»، حيث المعتاد أنه فى أوقات عدم الاستقرار التى تتسم بالحروب والأوبئة والغموض الاقتصادى، عادة ما يلجأ الناخبون إلى الأحزاب التقليدية الحاكمة، لكن الواقع أن هذه الأحزاب التى كانت ملجأً فى الماضى تفككت اليوم فى العديد من البلدان وأصبحت عاجزة. الأحزاب اليمينية المتطرفة استغلت هذا الوضع وطرحت نفسها بديلًا، كما استغلت تزايد أعداد اللاجئين والمهاجرين كورقة انتخابية فى برامجها السياسية والانتخابية، خاصة فى ظل تراجع مستوى معيشة ورفاهية الشعوب الأوروبية. هذه الأحزاب استعملت أيضًا ورقة الصعوبات التى تمر منها الاقتصادات الأوروبية بعد فترة جائحة كورونا، والتى فاقمها الغزو الروسى لأوكرانيا، فى ظل ارتفاع الأسعار، وخاصة الطاقة والمواد الغذائية وغيرها من أجل الترويج لنفسها كبديل للأوروبيين. هذه الأحزاب لا تقدم أى حلول واقعية لإخراج دول الاتحاد الأوروبى من الأزمات الاقتصادية، لكن قوة خطابها الشعبوى يقوّى رصيدها لدى فئات من الأوروبيين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تداعيات سيطرة اليمين تداعيات سيطرة اليمين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 17:46 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon