توقيت القاهرة المحلي 16:26:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العرب وترامب (٢-٢)

  مصر اليوم -

العرب وترامب ٢٢

بقلم : عبد اللطيف المناوي

تحدثنا بالأمس عن توقعات تعامل ترامب مع طهران، ما يؤدى بانعكاساته على المنطقة العربية.وانتهينا بحديث عن اتفاقيات التطبيع التى أبرمت خلال فترة رئاسته الأولى لأمريكا. فهل يحدث جديد؟

أظن أن ترامب يريد التوسع فى مثل تلك الاتفاقيات، فهو نفسه أعرب عن اهتمامه بتوسيع تلك الاتفاقيات، وربما يشمل ذلك دولًا أخرى فى المنطقة.

قد يتيح تطبيع العلاقات مع إسرائيل فرصًا اقتصادية كبيرة للدول العربية، خاصة فى مجالات التكنولوجيا والسياحة والدفاع، لكن ذلك أظن أنه سيصبح رهينة التقدم فى القضية الفلسطينية، وأظن كذلك أن الدول العربية ستستخدم تلك الورقة أولا لحل شامل وكامل للقضية ما يخدم صور الأنظمة تجاه شعوبها، وكذلك يحقق لها الاستفادة الاقتصادية المطلوبة. هنا يبرز السؤال الذى لا إجابة عليه حتى الآن، وهو: هل إسرائيل راغبة فى أمر كهذا فى الأساس؟ هل سوف تستجيب لضغوط ترامب- إذا ضغط- لإنهاء الحرب الدموية التى تشنها على غزة ولبنان؟

الأمر متروك للأيام بكل تأكيد.

نأتى لأمر آخر، وهو التواجد العسكرى الأمريكى فى الشرق الأوسط.. ترامب فى فترته الأولى شكك بشكل متكرر فى أهمية هذا التواجد فى المنطقة، مشيرًا إلى رغبته فى تقليص التدخل الأمريكى فى النزاعات التى يرى أنها لا ترتبط مباشرة بالمصالح الأمريكية. مثلاً، فى عام ٢٠١٩، أمر بسحب القوات الأمريكية من شمال سوريا، ما ترك المنطقة عرضة لقوى أخرى وأثار قلق حلفاء الولايات المتحدة.

ربما يستمر فى نفس النهج، بالاعتماد على العمليات المستهدفة بدلاً من الانتشار الكبير. وهذا يتطلب من دول المنطقة ضرورة تعزيز قدراتها الدفاعية وربما تشكيل تحالفات إقليمية جديدة لإدارة الأمن بشكل مستقل. وقد يشجع انخفاض التواجد الأمريكى أيضًا على تدخلات أوسع من قوى أخرى مثل روسيا والصين.

أخيرًا ربما يكون موقف ترامب فى الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى هو مصدر القلق الكبير، فقد اتسمت سياسات ترامب فى هذا الصراع بميل واضح لصالح إسرائيل، واتخذ إجراءات لم يجرؤ رئيس أمريكى قبله على اتخاذها، حيث نقل السفارة الأمريكية إلى القدس واعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان. وقد قوبلت خطته برفض واسع من الفلسطينيين، وبعض القوى العربية، ومنها مصر التى سطرت ملحمة كبرى فى الأمم المتحدة اعتراضًا على هذا الأمر، الذين رأوا فيها انحيازًا كاملاً لإسرائيل، وتجاهلاً للموقف العربى الذى يدعم بكل قوة فكرة حل الدولتين، وهو ما كان يهمله ترامب تمامًا فى خطته القائمة على إلغاء فكرة حل الدولتين، بل كان يقترح عاصمة للدولة الفلسطينية فى أجزاء من القدس الشرقية، وأن تكون أراضيها متّصلة بفضل شبكة نقل حديثة وفعالة، بما فى ذلك قطار يربط بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

بعض الدراسات والخبراء أشاروا إلى أن السلطة الإسرائيلية قد تستجيب قليلاً لترامب. ولكن هل ترامب عازم على إحداث تغيير فى القضية؟

الأمر أيضًا متروك للأيام، وللمحدد الأساسى لتحركات ترامب، وهو أن مصلحة أمريكا أولاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العرب وترامب ٢٢ العرب وترامب ٢٢



GMT 14:24 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 14:22 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 10:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 10:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 10:40 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 10:38 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 10:37 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 10:35 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

«ترمومتر» الوطنية!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
  مصر اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 12:06 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
  مصر اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 07:51 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

حفل اللاعب البرازيلي نيمار يثير الجدل في البرازيل

GMT 12:05 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مكافآت خاصة للاعبي أسوان عقب البقاء في الدورى الممتاز

GMT 14:23 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

تباطؤ التضخم السنوي في تونس إلى 6.2 % خلال أغسطس

GMT 21:51 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

غياب أحمد فتحي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon