توقيت القاهرة المحلي 23:50:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل سنعتاد المشهد؟

  مصر اليوم -

هل سنعتاد المشهد

بقلم -عبد اللطيف المناوي

يقول أجدادنا إن كل شىء يبدأ صغيرًا، إلا الحزن يبدأ كبيرًا ويصغر مع الأيام. كذلك الألم والغضب والانفعال. تذكرت هذا مع تلك البدايات الحرجة لقنوات إخبارية كانت حرب غزة موضوعها الوحيد تقريبًا، تقدم وتمارس من خلاله كل أشكال وقوالب العمل التليفزيونى والإعلامى.

وبعد مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على بداية الحرب بدأت حالة من الاعتياد في تعامل القنوات مع الحرب على الشاشة، ولولا العنف الإسرائيلى المفرط والتفنن اليومى في إيجاد أشكال جديدة لممارسة السادية على الفلسطينيين متحججين برغبة الانتقام، لولا ذلك لبدأت قصة غزة في التراجع خطوات إلى الوراء في ترتيب الأولويات. لكن العنف الإسرائيلى غير المسبوق حافظ على وضعها في صفوف الاهتمام الأولى.

أخشى أن حتى التزيّد الإسرائيلى في العنف نعتاد عليه، وبالتالى تتحول أخبار غزة- كما تحولت مرات عدة من قبل- إلى متابعة روتينية لعملية تدمير وقتل لشعب اعتدنا عليها عشرات السنين.

بغض النظر عمن يتحمل سبب إخراج شياطين العنف من مكامنها، وعدم وجود حسابات دقيقة، أو غير دقيقة، على رد الفعل المتوقع من إسرائيل- بغض النظر عن ذلك الآن فإن أحد الأهداف المهمة التي يجب أن تكون حاضرة هو كيف يمكن النجاح في الحفاظ على درجة اهتمام عالية بشأن الاعتداءات المستمرة على الفلسطينيين؟، كيف نستطيع أن تكون صورة الوضع في غزة متصدرة بنفس درجة الأهمية، سواءً لدى قنوات الأخبار والإعلام، أو في قلوب وعقول الضمير العالمى.

لأن الخوف كل الخوف أن نعتاد على شكل المجازر الدموية، وأن نعتاد على العنف، ويعتاد الفلسطينيون على أصوات القذائف والصواريخ بشكل يومى، ويعتاد سكان ما تبقى من بيوت هناك على سماع أخبار سقوط ضحايا من ذويهم، منتظرين دورهم في الموت. الخوف في أن تعتاد إسرائيل هي الأخرى القصف المستمر، فتنجح فيما بدأته.

أظن أن هذا الاعتياد هو هدف إسرائيلى خالص، تمارسه من أجل أن تصفى القضية بقتل وإنهاك الشعب الفلسطينى، فتصبح رغبته في البقاء على قيد الحياة هي هدفه الأول، لتتراجع فكرة إقامة الدولة إلى صفوف أخيرة من الأولويات، بل ويصبح الجلوس على مائدة المفاوضات أمرًا مستحيلًا.

في هذا الوقت لا نستطيع إلا التأكيد على ضرورة إيجاد حل سياسى ودبلوماسى لإنهاء هدف إسرائيل في أن تتراجع القضية إلى الصفوف الأخيرة في اهتماماتنا اليومية، من الضرورى أن تنجح الوساطات، وأن يفعل كل طرف ما في وسعه حتى لا تترك الأمور بلا حدود مثلما هي الآن، حيث يجب وجود خطط واضحة وتقسيم للأدوار من أجل الدفع للخروج من هذا المأزق، وإنهاء هذه المأساة التي سيحاكمنا عليها التاريخ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل سنعتاد المشهد هل سنعتاد المشهد



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon