توقيت القاهرة المحلي 18:22:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل سنعتاد المشهد؟

  مصر اليوم -

هل سنعتاد المشهد

بقلم -عبد اللطيف المناوي

يقول أجدادنا إن كل شىء يبدأ صغيرًا، إلا الحزن يبدأ كبيرًا ويصغر مع الأيام. كذلك الألم والغضب والانفعال. تذكرت هذا مع تلك البدايات الحرجة لقنوات إخبارية كانت حرب غزة موضوعها الوحيد تقريبًا، تقدم وتمارس من خلاله كل أشكال وقوالب العمل التليفزيونى والإعلامى.

وبعد مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على بداية الحرب بدأت حالة من الاعتياد في تعامل القنوات مع الحرب على الشاشة، ولولا العنف الإسرائيلى المفرط والتفنن اليومى في إيجاد أشكال جديدة لممارسة السادية على الفلسطينيين متحججين برغبة الانتقام، لولا ذلك لبدأت قصة غزة في التراجع خطوات إلى الوراء في ترتيب الأولويات. لكن العنف الإسرائيلى غير المسبوق حافظ على وضعها في صفوف الاهتمام الأولى.

أخشى أن حتى التزيّد الإسرائيلى في العنف نعتاد عليه، وبالتالى تتحول أخبار غزة- كما تحولت مرات عدة من قبل- إلى متابعة روتينية لعملية تدمير وقتل لشعب اعتدنا عليها عشرات السنين.

بغض النظر عمن يتحمل سبب إخراج شياطين العنف من مكامنها، وعدم وجود حسابات دقيقة، أو غير دقيقة، على رد الفعل المتوقع من إسرائيل- بغض النظر عن ذلك الآن فإن أحد الأهداف المهمة التي يجب أن تكون حاضرة هو كيف يمكن النجاح في الحفاظ على درجة اهتمام عالية بشأن الاعتداءات المستمرة على الفلسطينيين؟، كيف نستطيع أن تكون صورة الوضع في غزة متصدرة بنفس درجة الأهمية، سواءً لدى قنوات الأخبار والإعلام، أو في قلوب وعقول الضمير العالمى.

لأن الخوف كل الخوف أن نعتاد على شكل المجازر الدموية، وأن نعتاد على العنف، ويعتاد الفلسطينيون على أصوات القذائف والصواريخ بشكل يومى، ويعتاد سكان ما تبقى من بيوت هناك على سماع أخبار سقوط ضحايا من ذويهم، منتظرين دورهم في الموت. الخوف في أن تعتاد إسرائيل هي الأخرى القصف المستمر، فتنجح فيما بدأته.

أظن أن هذا الاعتياد هو هدف إسرائيلى خالص، تمارسه من أجل أن تصفى القضية بقتل وإنهاك الشعب الفلسطينى، فتصبح رغبته في البقاء على قيد الحياة هي هدفه الأول، لتتراجع فكرة إقامة الدولة إلى صفوف أخيرة من الأولويات، بل ويصبح الجلوس على مائدة المفاوضات أمرًا مستحيلًا.

في هذا الوقت لا نستطيع إلا التأكيد على ضرورة إيجاد حل سياسى ودبلوماسى لإنهاء هدف إسرائيل في أن تتراجع القضية إلى الصفوف الأخيرة في اهتماماتنا اليومية، من الضرورى أن تنجح الوساطات، وأن يفعل كل طرف ما في وسعه حتى لا تترك الأمور بلا حدود مثلما هي الآن، حيث يجب وجود خطط واضحة وتقسيم للأدوار من أجل الدفع للخروج من هذا المأزق، وإنهاء هذه المأساة التي سيحاكمنا عليها التاريخ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل سنعتاد المشهد هل سنعتاد المشهد



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 11:57 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 10:03 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل الفاصوليا البيضاء

GMT 04:45 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الأمن المصري يكشف حقيقة اختطاف فتاة في منطقة "المعادي"

GMT 10:07 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة: تسجيل 106 إصابات جديدة بـ كورونا و12 وفاة

GMT 11:56 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

7 أشكال غريبة لرفوف الكتب تعرفي عليها

GMT 17:04 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مستشار الرئاسة التركية ياسين أقطاي يوجه رسالة إلى مصر

GMT 08:00 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سيات أتيكا 2020 في مصر رسميًا

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

داليا مصطفى تتعرَّض لعملية نصب وتُحذِّر الفنانين

GMT 08:30 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

تصميمات "الفيونكة" تزيّن مجوهرات العروس في 2019

GMT 17:44 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

بلاغ ضد هالة صدقي بسبب فيديو "حثالة المجتمع"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon