توقيت القاهرة المحلي 02:34:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أين أصحاب البحر؟

  مصر اليوم -

أين أصحاب البحر

بقلم - عبد اللطيف المناوي

«حارس الازدهار» هو اسم العملية التي أطلقتها الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرًا لتأمين الملاحة في البحر الأحمر، بعد أن أعلن وزير الدفاع الأمريكى، لويد أوستن، خلال زيارته البحرين منذ عدة أيام تشكيل تحالف جديد ضم 10 دول، لمواجهة الهجمات التي تنفّذها ميليشيات «الحوثى» في منطقة مضيق باب المندب، بهدف ضمان حرية الملاحة ولتعزيز الأمن والازدهار الإقليميين.

وسواء اتخذ هذا التحالف خطوات جادة، أو استمر الحوثيون في هجماتهم على سفن يعدونها ذات علاقة بإسرائيل في البحر الأحمر، فإن الوضع في البحر الأحمر ليس في أفضل حال؛ إذ تتصاعد حدة المخاوف من تكوين تحالفات عسكرية أخرى، خصوصًا مع وجود الكثير من القوى البحرية والقواعد العسكرية بمنطقة القرن الإفريقى، عددها يصل إلى 11 قاعدة عسكرية لدول متنافسة إقليميًّا ودوليًّا، من بينها الولايات المتحدة، والصين، وفرنسا، وتركيا، وروسيا.

وفى الوقت ذاته، تواصل شركات الشحن العالمية تجنب المرور في البحر الأحمر، بسبب المخاطر المحتملة من التعرض للهجمات، وهو الذي يزيد قيمة التأمين في منطقة يمر بها نحو 40% من حركة التجارة العالمية، فقد مر منها نحو 12% من إجمالى النفط المنقول بحرًا في النصف الأول من 2023، وكذلك 8% من تجارة الغاز الطبيعى المسال، وذلك عبر مضيق باب المندب وخط أنابيب سوميد وقناة السويس.

وهذا ما أدركته الولايات المتحدة جيدًا، إذ إنها بتشكيل التحالف الجديد وتكوينه الراهن يعكس رغبة أمريكية أكيدة في توفير غطاء دولى لعملياتها في هذه المنطقة الحيوية، وإعفاء دول المنطقة من القيام بأى مسؤوليات لتعضيد الوجود السياسى الأمريكى، خصوصًا ما يرتبط منها بحماية أمن إسرائيل.

هنا التساؤل المخيف، وهو: هل سيفتح هذا التحالف المجال أمام تحالفات أخرى في المقابل قد يكون منها تحالف «إيرانى- يمنى- تركى» مثلًا؟ هذا احتمال وارد. ليس هذا فقط، بل قد يستقطب حضورًا «صينيًا- روسيًا» أيضًا، ما يهدد بأن رياح حرب باردة قد تتجمع في تلك المنطقة، وبدلًا من مواجهة خطر «الحوثيين» فقط، فإن المواجهات- لو اندلعت- ستهدد بإشعال فتيل حرب دولية تنتهى بواقع جديد لقواعد أمن وملاحة البحر الأحمر بشكل عام.

أما السؤال المزعج فهو: أين الدول المطلة على البحر الأحمر من كل ما يحدث؟ أين هم من تأمين بحرهم الذي كان يمكن أن يكون «بحيرة» لهم لو أحسنوا التنسيق والتعاون؟

لقد عرضت مصر أكثر من مرة عددًا من المشروعات لتأمين البحر بالتعاون مع الدول الأخرى، وكانت رؤية استراتيجية صائبة، لكنها للأسف لم تجد شركاء جادين، وكانت النتيجة أن فرط «أصحاب البحر» في حقهم، وبالتالى وصلنا إلى ما نحن عليه الآن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أين أصحاب البحر أين أصحاب البحر



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon