بقلم - عبد اللطيف المناوي
استيقظت صباح أمس على رسالة من صديق لى اعتدنا النقاش حول الشأن العام، يسألنى حول تقييمى لمناظرة فجر أمس بين بايدن الرئيس الأمريكى الحالى وترامب الرئيس الأمريكى السابق. وهما قَدَر الأمريكيين والعالم، ليكون أحدهما رئيسًا لأكبر دولة فى العالم.
أجبت صديقى برسالة مختصرة اكتشفت فيما بعد أنها دقيقة: «عجوز ضعيف على بوابة الزهايمر غير مقنع حتى لو لديه منطق وسياسة واضحة. فى مواجهة عجوز يتعاطى كل المنشطات، »شوارعي«، فتوة مقنع بقوته حتى لو كان لا يملك منطقا أو سياسة مقنعة. وحتى لو كان كاذبا».
مناظرة الأمس، التى بدأت بدون مصافحة، كانت مواجهة لإثبات كل منهما أن الآخر هو أسوأ رئيس فى تاريخ أمريكا.
يرى ترامب أن بايدن «إذا فاز فى هذه الانتخابات، فلن يكون لدى بلادنا فرصة – ولا حتى فرصة للخروج من هذا المأزق، ربما لن يبقى لدينا بلد بعد الآن».
وفى المقابل، استند بايدن إلى استطلاع رأى للمؤرخين ذكروا فيه أن ترامب كان «أسوأ رئيس فى التاريخ».
تبادل الرئيسان، الحالى والسابق، الاتهامات فى أول مناظرة فى التاريخ الأمريكى بين رئيس فى السلطة ورئيس سابق. وقد تُشكّل منعطفا فى انتخابات نوفمبر الرئاسية.
وشملت الاتهامات المتبادلة قضايا مثل الإجهاض، وطريقة إدارة الاقتصاد، والحرب فى أوكرانيا وغزة.
وخلال المناظرة بدا بايدن مترددًا وتعثر فى الحديث أكثر من مرة، فى حين كان ترامب يشن هجومًا تلو الآخر يتضمن عديدًا من المعلومات غير الدقيقة المتكررة على غرار الادعاء بأن المهاجرين ينفذون موجة جرائم وأن الديمقراطيين يدعمون قتل الأطفال.
بدت ملامح السن واضحة على بايدن رغم محاولته إثبات العكس التى باءت بالفشل. واعتبر كل المراقبين والمتابعين أن ترامب هو الفائز فى هذه المناظرة، إلى الدرجة التى تردد فيها أن الديمقراطيين يبحثون جديًا عن مرشح بديل لبايدن.
لم ينتظر الإعلام الأمريكى كثيرا ليعلن نهاية بايدن. صحيفة «نيويورك بوست» قالت: «لقد شهد الملايين للتو نهاية فترة رئاسة جو بايدن على الهواء مباشرة على شاشة التليفزيون. كان أداء بايدن خلال المناظرة محرجًا.. لم يبدو كبيرا فى السن، بدا فارغا».
أحد الاستراتيجيين الذين عملوا فى الحملات الرئاسية قال، فى تعليق له مع شبكة (CNN) التى نظمت المناظرة واشترطت عدم وجود كلمات معدة سلفًا أو أوراق أمام المتناظرين، إن «الديمقراطيين ارتكبوا عملية انتحار جماعية.. بدا بايدن متعبًا وقام بالثرثرة.. الرئيس بايدن لا يستطيع الفوز. وهذه المناظرة كانت مسمارًا فى نعش السياسة».
يبدو أن مقامرة بايدن الذى قضى أسبوعا فى الاستعداد لهذه المناظرة فشلت. فقد بدا رئيسا مرهقًا بدلا من أن يثبت للناخبين أنه يتمتع بالقدرة على التحمل لولاية أخرى فى البيت الأبيض، حصل كل ما يمكن أن يثبت العكس.
لا يريد ترامب الآن أكثر من ذلك.