بقلم -عبد اللطيف المناوي
ما من شك أنّ من يُلام على ما يحدث على الحدود المصرية من توتر واشتعال هو الطرف الإسرائيلى، الذى يلعب لعبة حافة الهاوية، وهى لعبة غاية فى الخطورة، يمكن بسببها أن تفلت الأمور من أى طرف من الأطراف، وتؤدى إلى ما لا يُحمد عقباه.
وفى الوقت نفسه، لا يساورنى شك فى أن الشعب الإسرائيلى، ونخبته وكثير من قياداته، لا يسعون لمواجهة مباشرة مع مصر، كما أننى متأكد تماما من أن القاهرة لا تسعى إلى ذلك، ولكن التسخين المستمر من جانب أطراف بعينها فى الإدارة الإسرائيلية وأطراف أخرى، والتلاعب بالنيران إلى هذا الحد الذى نراه يوميا، يمكن أن يؤدى إلى حالة انفلات لا يستطيع أحد السيطرة عليها.
أعتقد أن الموقف المصرى واضح تماما، فالأمن القومى للدولة لا يُمكن المساس به، تحت أى ظرف من الظروف، حيث إن مصر لها الحق فى استخدام كافة الوسائل المتاحة للدفاع عن نفسها، والدفاع عن سيادتها على كامل أراضيها، كما أنها حريصة كل الحرص على الحفاظ على السلم والأمن فى المنطقة، وحمايتها من الانفجار.
قلتها بالأمس، وسأقولها اليوم وكل يوم، ليس من مصلحة أحد أن تتوتر الأجواء بين مصر وإسرائيل، حتى الطرف الفلسطينى، فليس من مصلحته الوصول إلى هذا الأمر، لأن إشعال النيران أكثر من ذلك فى المنطقة، سيؤدى إلى انفجار كامل، لا نعرف مداه.
على إسرائيل ألا تراهن على الصبر المصرى، عليها أن تدرك أنها تضحى بعملية السلام الوحيدة المستمرة، مع الدولة الرئيسية فى المنطقة. عليها أن تراجع موقفها كما راجعته فى بداية الحرب، حيث كانت تريد الدفع بكل قوة إلى تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وهى الخطة التى باتت إسرائيل لا تتحدث عنها بعد أن رأت بعينيها وسمعت بأذنيها الموقف المصرى الرافض لهذا الأمر، سواء على لسان قيادتها أو لسان شعبها وموقفه الرافض لتصفية القضية على حساب مصر.
أتصور أن الحل الآن هو استغلال هذا الزخم الكبير الحادث فى المنطقة من أجل الوصول إلى حل مستدام للقضية، وهو حل الدولتين. إن الاستمرار فى الحل السياسى والدبلوماسى، وضغط بعض الأطراف العربية التى لها علاقات قوية بدول مهمة فى العالم، من أجل حث تل أبيب على الخضوع لطاولة المفاوضات هو الحل.
على الأطراف العربية، سواء عن طريق اللقاءات الثنائية، أو المؤتمرات الأممية، أن تذكّر العالم بأن الاستفزاز الإسرائيلى لمصر، ليس فى صالح العالم كله، لذا عليهم إثناء تل أبيب وقيادتها عن اللعبة التى ستؤدى حتما إلى حرق أصابع من يلعبها.