توقيت القاهرة المحلي 06:05:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العجز أمام صرخات الألم

  مصر اليوم -

العجز أمام صرخات الألم

بقلم - عبد اللطيف المناوي

«ذهبت السَّكرة وجاءت الفِكْرة»، وأظن أننى قد أصدم البعض بما سأقول، وأظن أيضًا أن البعض الآخر سيشاركنى الحالة. مع كل مشاهد الموت والألم والدمار تبدأ أعراض تلك الحالة من الانفصام والحيرة. لماذا حدث ما حدث؟ وهل ما فعلته حماس يساوى الثمن الذي يدفعه البسطاء من الملايين من الفلسطينيين الآن؟

أعلم تمامًا أن ما حدث هو التعبير المتوقع مما أطلق عليه «تمرد اليائسين»، وهنا أقصد الفلسطينيين، بعد أن سُدت أمامهم الطرق وعانوا كل أنواع التمييز والاضطهاد من المحتل الإسرائيلى، وبعد أن سئموا من ازدواج المعايير الصارخ الذي يمارسه كل المجتمع الدولى. وأيضًا تراجع أهمية قضيتهم من المحيط العربى.

لكن كل هذا لا يمنعنا من السؤال البسيط والمزعج: هل العملية التي بدأتها حماس بالهجوم على المستوطنات الإسرائيلية وقتل أكثر من 200 من الشباب الإسرائيلى الذي كان يحضر حفلًا موسيقيًّا، هل هذا كان أفضل الأهداف؟ هل حسبت قيادات حماس رد الفعل المتوقع على «أهلهم» في غزة نتيجة هذا الاستهداف؟ ألم يكن الأصوب والأكثر عقلانية التعامل واستهداف المواقع والأهداف العسكرية؟!.

أتابع ردود الفعل العالمية، وأدخل في نقاشات مع عدد من المهتمين والمتابعين في بريطانيا أثناء وجودى هناك، أستطيع أن أكسب جزءًا من النقاش عندما يدور حول التعنت الإسرائيلى والتخاذل الدولى. أكسب النقاش عندما يدور حول المعاناة والقتل والتدمير في غزة، واعتبار العنف الإسرائيلى في رد الفعل غير مبرر في درجته. ولكن عندما يصل النقاش إلى عملية حماس واستهداف المدنيين فإن الطرف الآخر يمتلك منطقًا في طرحه الرافض. وعند الحديث عن المكسب السياسى الذي يمكن أن تحققه عملية حماس، فإن منطقهم يكون أقوى، لأن الأبعاد السياسية الدولية لم تكن في حسبان من اتخذ القرار. أما على المستوى الغربى الرسمى فإن حالة «الهرولة» والتسابق والمزايدة على دعم إسرائيل هي السائدة والمسيطرة التي تُعمى أصحاب هذه المواقف عن رؤية كافة أبعاد القضية، ورؤية الجانب الآخر منها، والخاص بالقصف العنيف ضد غزة، وبالتالى التعاطف مع الألم والدم والتدمير الذي يواجهه الفلسطينيون.

أعلم أن هذا الحديث لن يلقى قدرًا واضحًا من القبول من قطاع عريض منا، وأعلم أن الطرح حول تضحيات الشعوب من أجل التحرر يلقى قبولًا بيننا. ويذكر بعضنا البعض بالمليون شهيد من أجل استقلال الجزائر. لكن كل هذا يتراجع وأنا أرى القتل والدمار وصرخات الألم من أهلنا في فلسطين.

لن يقبل البعض ما أقول، ولكنى أطلب فقط التوقف لحظات للتفكير. هي حالة انفصام لا أعلم إن كان القادم سيساعد على حسمها أم لا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العجز أمام صرخات الألم العجز أمام صرخات الألم



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon