توقيت القاهرة المحلي 18:28:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العجز أمام صرخات الألم

  مصر اليوم -

العجز أمام صرخات الألم

بقلم - عبد اللطيف المناوي

«ذهبت السَّكرة وجاءت الفِكْرة»، وأظن أننى قد أصدم البعض بما سأقول، وأظن أيضًا أن البعض الآخر سيشاركنى الحالة. مع كل مشاهد الموت والألم والدمار تبدأ أعراض تلك الحالة من الانفصام والحيرة. لماذا حدث ما حدث؟ وهل ما فعلته حماس يساوى الثمن الذي يدفعه البسطاء من الملايين من الفلسطينيين الآن؟

أعلم تمامًا أن ما حدث هو التعبير المتوقع مما أطلق عليه «تمرد اليائسين»، وهنا أقصد الفلسطينيين، بعد أن سُدت أمامهم الطرق وعانوا كل أنواع التمييز والاضطهاد من المحتل الإسرائيلى، وبعد أن سئموا من ازدواج المعايير الصارخ الذي يمارسه كل المجتمع الدولى. وأيضًا تراجع أهمية قضيتهم من المحيط العربى.

لكن كل هذا لا يمنعنا من السؤال البسيط والمزعج: هل العملية التي بدأتها حماس بالهجوم على المستوطنات الإسرائيلية وقتل أكثر من 200 من الشباب الإسرائيلى الذي كان يحضر حفلًا موسيقيًّا، هل هذا كان أفضل الأهداف؟ هل حسبت قيادات حماس رد الفعل المتوقع على «أهلهم» في غزة نتيجة هذا الاستهداف؟ ألم يكن الأصوب والأكثر عقلانية التعامل واستهداف المواقع والأهداف العسكرية؟!.

أتابع ردود الفعل العالمية، وأدخل في نقاشات مع عدد من المهتمين والمتابعين في بريطانيا أثناء وجودى هناك، أستطيع أن أكسب جزءًا من النقاش عندما يدور حول التعنت الإسرائيلى والتخاذل الدولى. أكسب النقاش عندما يدور حول المعاناة والقتل والتدمير في غزة، واعتبار العنف الإسرائيلى في رد الفعل غير مبرر في درجته. ولكن عندما يصل النقاش إلى عملية حماس واستهداف المدنيين فإن الطرف الآخر يمتلك منطقًا في طرحه الرافض. وعند الحديث عن المكسب السياسى الذي يمكن أن تحققه عملية حماس، فإن منطقهم يكون أقوى، لأن الأبعاد السياسية الدولية لم تكن في حسبان من اتخذ القرار. أما على المستوى الغربى الرسمى فإن حالة «الهرولة» والتسابق والمزايدة على دعم إسرائيل هي السائدة والمسيطرة التي تُعمى أصحاب هذه المواقف عن رؤية كافة أبعاد القضية، ورؤية الجانب الآخر منها، والخاص بالقصف العنيف ضد غزة، وبالتالى التعاطف مع الألم والدم والتدمير الذي يواجهه الفلسطينيون.

أعلم أن هذا الحديث لن يلقى قدرًا واضحًا من القبول من قطاع عريض منا، وأعلم أن الطرح حول تضحيات الشعوب من أجل التحرر يلقى قبولًا بيننا. ويذكر بعضنا البعض بالمليون شهيد من أجل استقلال الجزائر. لكن كل هذا يتراجع وأنا أرى القتل والدمار وصرخات الألم من أهلنا في فلسطين.

لن يقبل البعض ما أقول، ولكنى أطلب فقط التوقف لحظات للتفكير. هي حالة انفصام لا أعلم إن كان القادم سيساعد على حسمها أم لا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العجز أمام صرخات الألم العجز أمام صرخات الألم



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 11:57 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه

GMT 04:18 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

مبابي يرفض وساطة لحل أزمته مع ناصر الخليفي

GMT 00:03 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

على ماهر يمنح لاعبى المصرى راحة سلبية 48 ساعة

GMT 05:36 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

القهوة تحمي من الإصابة بالشلل الرعاش والخرف

GMT 16:23 2018 الإثنين ,07 أيار / مايو

‏فضل صلاة النافلة

GMT 01:43 2018 الخميس ,26 إبريل / نيسان

عصام عبد الفتاح يهاجم النادي الأهلي

GMT 00:28 2014 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

بامية ويكا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon