توقيت القاهرة المحلي 18:17:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الخطأ القاتل

  مصر اليوم -

الخطأ القاتل

بقلم - عبد اللطيف المناوي

كما توقعت فإن ما طرحته أمس حول لماذا حدث ما حدث؟ وهل ما فعلته حماس يساوى الثمن الذي يدفعه البسطاء من الملايين من الفلسطينيين؟ فقد أثار ذلك تحفظات لدى عديد من الزملاء والقراء. أحدهم تساءل مستنكرًا: «لماذا حصر الكاتب ما قامت به حماس في الحفل الموسيقى؟».

لست هنا في مقام الدفاع أو رد الهجوم، ولكنى سأشرح ببساطة لماذا طرحت ما طرحت وأنا أعلم مقدمًا أنه سيكون صادمًا لكثيرين. هناك ما يمكن أن يُطلق عليه «الخطأ القاتل» وهو في أبسط تعريفاته ذلك الإجراء أو التصرف الذي يؤدى إلى خسارة كل المكاسب المتحققة أو المتوقعة ويقلب المعادلة التي هي معادلة انتصار، في حالتنا، إلى معادلة خسارة.

ويؤدى إلى إحباط التحركات الإيجابية ويدفع مرتكب الخطأ إلى منطقة الدفاع والخسارة. هو ببساطة تصرف خاطئ يؤدى إلى خسارة فادحة. سأتوقف عن الجزء الخاص بقتلى الحفل الموسيقى، لأنه ما توقف عنده البعض، فإن استهداف حماس تلك الأهداف المدنية، حتى بين الأعداء، يؤدى إلى خسارة التعاطف من اللحظة الأولى. هناك من يرى أن قتل المدنيين هو أمر يمكن فهمه وتبريره إذا ما استحضرنا الجرائم الإسرائيلية المستمرة تجاه الفلسطينيين العزّل من نساء وأطفال.

ولكن تقبّل هذا الطرح هو أشبه بالقبول بجريمة الثأر حتى لو كان على حساب أبرياء، بل إن للثأر قواعد تحكمه؛ فلا يؤخذ بالثأر إلا من الذكر البالغ الرجل القادر على حمل السلاح وعلى الدفاع عن نفسه. نتخيل لو اقتصرت هجمات حماس الأولى على الأهداف العسكرية والبنية التحتية، دعونا نتخيل لو لم يكن بين الضحايا فتيات وفتيان كانوا يلهون في حفل، قتلى من الأطفال أو أسرى من سيدات أو عجائز. ماذا لو كان الأسرى من العسكريين؟!.

مع الأسف خسرنا الموقف الدولى الداعم، أو على الأقل المحايد، وتسابق زعماء العالم في دعم إسرائيل بلا حدود، وكل منهم يحاول تثبيت «القلنسوة» على رأسه!. ومن بين ما وصلنى من رسائل أيضًا رسالة من د. عادل أحمد الديب يلقى فيها بلوم ما على المقاومة، فيشير إلى الطريقة الاستعراضية السينمائية للاقتحام والتباهى.

وطريقة تصوير الأسرى؛ فيؤكد أن ناتجها تعاطف العالم مع إسرائيل والتى ظهرت في ثوب الوديعة الضحية، بل أعطى إسرائيل الفرصة لاختلاق روايات اغتصاب النساء وقطع رؤوس الأطفال. ويضيف د. عادل أن الرواية العربية دائمًا مبالغ فيها للظهور أشرس من الواقع، والإسرائيلية دائمًا مبالغ فيها بأنها مستهدفة ومهيضة الجناح لتكسب الجولات التفاوضية.

أنهى هذا المقال وأنا وسط مظاهرة، أظنها الأكبر التي تشهدها شوارع لندن، تأييدًا لفلسطين وضد العنف والتجبر الإسرائيلى. ما حدث قد حدث، والآن يجب البحث عن كيفية إدارة الأزمة للخروج منها بالحد الاقصى من المكاسب المتاحة. أول ما يجب عمله هو كيفية البناء على الرأى العام الشعبى المستعد للتعاطف ليتحول فيما بعد إلى أداة ضغط.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخطأ القاتل الخطأ القاتل



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 11:57 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 10:03 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل الفاصوليا البيضاء

GMT 04:45 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الأمن المصري يكشف حقيقة اختطاف فتاة في منطقة "المعادي"

GMT 10:07 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة: تسجيل 106 إصابات جديدة بـ كورونا و12 وفاة

GMT 11:56 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

7 أشكال غريبة لرفوف الكتب تعرفي عليها

GMT 17:04 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مستشار الرئاسة التركية ياسين أقطاي يوجه رسالة إلى مصر

GMT 08:00 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سيات أتيكا 2020 في مصر رسميًا

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

داليا مصطفى تتعرَّض لعملية نصب وتُحذِّر الفنانين

GMT 08:30 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

تصميمات "الفيونكة" تزيّن مجوهرات العروس في 2019

GMT 17:44 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

بلاغ ضد هالة صدقي بسبب فيديو "حثالة المجتمع"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon