بقلم - عبد اللطيف المناوي
طالعنا، خلال الأيام الماضية، «البرومو» الخاص بمسلسل «الاختيار 3»، الذي هو امتداد للجزأين السابقين، اللذين تناولا بطولات الجيش والشرطة المصرية، وعُرضا خلال موسمى رمضان السابقين، ونالا نجاحًا منقطع النظير.
وقد بدا مما عرضته الشركة المتحدة المنتجة للجزء الثالث من المسلسل، الذي يُنتظر عرضه خلال ساعات مقبلة، أنه يتناول أخطر الساعات التي عاشتها مصر في 2013، بل ربما تناول أخطر وقت عاشته مصر في السنوات الأخيرة، وهو الوقت الفارق الذي كانت مصر فيه في مفترق طرق حقيقى، بين أن تكون أو لا تكون، وقد كانت بحمد الله.
المسلسل، فيما هو واضح من «البرومو»، يتناول قصة الصراع الحقيقى بين جماعة كانت تريد اختطاف الوطن وإيقاعه في مستنقع الإرهاب والدمار والمصير المجهول- وهى جماعة الإخوان الإرهابية بقياداتها، التي أظهرت أسوأ ما فيها خلال سنة وصلوا فيها إلى حكم مصر- وبين الوطنيين المخلصين الرابطين على حدود حب مصر، والقابضين على جمر حمايتها من أي شر أو خطر يحدق بها من رجال الجيش والشرطة.
أحداثه تدور خلال ساعات حكم الجماعة الإرهابية الأخيرة وما تلاها من لحظة 3 يوليو الفارقة، التي أعادت مصر للمصريين من جديد.
ويضم «الاختيار 3» مجموعة كبيرة من النجوم والشخصيات، التي ستسهم بشكل أكيد في إثراء العمل، وستدفع في اتجاه وصوله إلى الجماهير، التي جلست أمام الشاشات خلال العامين الماضيين تشاهد ملحمتى «الاختيار» السابقتين بتنويعاتهما الدرامية وأحداثهما المختلفة.
وأرى أن هذا المسلسل وغيره من المسلسلات، التي تجسد لحظات خاصة في حياة الشعب المصرى، لا شك في أنها تدفع في اتجاه بث الروح الوطنية لدى الناس.
وأطالب بشكل قاطع بوضع استراتيجية واضحة لإنتاج المزيد من الأعمال الوطنية، لا تكون فقط حكرًا على جهة إنتاج واحدة، أو ممثلين بأعينهم، أو كُتاب ومخرجين خاصين، ولكن للجميع حق أن يشارك فيها وفى موضوعاتها المطروحة، بل أطالب بما هو أشمل من ذلك، وهو أن تتم مشاركة الجمهور المصرى في إنتاج تلك المسلسلات بالأفكار والأطروحات، الأمر الذي يشعر معه المواطن أنه جزء من العمل الوطنى.
أظن أن «الاختيار 3» لن يكون آخر الأعمال الوطنية، بل ستتبعه أعمال أخرى أكثر وأشمل، وأغلب الظن أن نجاحه المتوقع إضافة إلى نجاح جزأيه السابقين دليل على تعطش الناس لمثل هذه الأعمال، التي غابت كثيرًا عن شمس الدراما المصرية لعقود طويلة.