بقلم :عبد اللطيف المناوي
حاولت الدولة المصرية طوال تاريخها إبعاد الإخوان كجماعة سياسية عن المشهد، ليس استحواذًا أو كراهية، بل فهمًا واستيعابًا لحقيقة تطلعاتهم فى خطف مصر إلى مكان لا يعلمه إلا الله، وتحويلها إلى جزء من خلافة فى رأسهم.
ربما فترة السبعينيات هى التى سقطت سهوًا، بسبب حسابات خاطئة صعَّدت جماعات الإسلام السياسى إلى المشهد لضرب اليسار والناصريين، حيث تم عقد صفقة سياسية مع الإخوان وزار الهضيبى السعودية، وعقد عام (1971) اجتماعًا موسَّعًا للإخوان، تَشَكّلت فيه ملامح التنظيم الإقليمى، الذى ضمّ إخوانًا آخرين من البحرين والإمارات والكويت، وعلى الرغم من هذا التوسع الجغرافى فى التنظيم اعتقد عديدون أن دور الإخوان الخليجيين لم يزد على جباية الأموال. لكن الحقيقة أن جماعة الإخوان المسلمين الخليجية لم تعد تلك التى تجمع التبرعات والصدقات فى الشوارع العامة والجوامع والمساجد، ولا يقتصر عملها على كفالة الأرامل والأيتام، ولكن أصبحت ذراعًا سياسية واقتصادية للجماعة الأم، والأخطر أنها تبنت الفكر الانقلابى فى دول مجلس التعاون كما صرح وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان من قبل.
كانت النتيجة أن اغتالوا الرئيس السادات، فعادت الكرة من جديد؛ إذ سعى الإخوان إلى إيجاد أرض تحميهم للنمو وللعمل، استعدادًا للعودة من جديد إلى المشهد، فلم يكن عجيبًا أن وزير التعليم السعودى أحمد بن محمد العيسى قال فى السابق «إن بلاده تعمل على تجديد مناهجها التعليمية للقضاء على أى أثر لنفوذ جماعة الإخوان المسلمين»، إذ كان هذا اعترافًا واضحًا لحجم التأثير والنفوذ والتغلغل الذى تمكنت منه جماعة الإخوان المسلمين، ليس فقط فى المجتمع السعودى ولكن فى المجتمع الخليجى ككل.
العيسى أضاف أن «وزارة التعليم السعودية بدأت أيضًا بإبعاد كل من يتعاطف مع الجماعة أو فكرها أو رموزها من أى منصب إشرافى أو تدريسى»، وأن «السلطات لم تتنبه إلى خطر الإخوان إلا فى وقت متأخر حيث بدأت الجهود ولا تزال لتخليص النظام التعليمى من شوائب منهج الجماعة».
علاقة الإخوان بالخليج بدأت من السُّعودية تأثروا فى نشأتهم بتجربة جماعة «الإخوان» فى السعودية. مؤسس الجماعة ومرشدها الأول حسن البنا أثناء حراكه السّياسى فى مواسم الحج، التقى الملك عبد العزيز آل سعود عام (1936) وطلب إنشاء فرع للإخوان المسلمين فى السُّعودية، فرفض الملك قائلًا «كلنا مسلمون وكلنا إخوان فليس فى دعواك جديد علينا».
أسلّم تماما بإجراءات المسؤولين الخليجيين فى اتقاء شر الإخوان بمواجهتهم ومواجهة أفكارهم، ولا أتفهم محاولة البعض إحياء سيرتهم وذكر ما حدث أثناء الفترة المضطربة التى رافقت الانتخابات الرئاسية ٢٠١٢.