بقلم - عبد اللطيف المناوي
التقيت بـ«ريتشارد كويست»، أثناء زيارته لمصر منذ حوالى شهرين، ويُعد «كويست» أهم مراسل دولى للأعمال والاقتصاد فى شبكة «CNN»، مقدم برنامج «Quest Means Business» المتخصص فى شرح كيفية كسب الأموال وإنفاقها، أيضًا يُعد هذا المراسل أشهر وجوه شبكة «CNN» الأمريكية قاطبة، وقد كان يزور مصر بدعوة من أحمد عيسى، وزير السياحة المصرى.
بدا «ريتشارد» ليلتها مبهورًا بالقاهرة، متحدثًا بشغف عن تطلعه لزيارة المتحف الكبير فى اليوم التالى، ثم رحلته إلى الأقصر وأسوان.
تذكرت هذا اللقاء عندما قرأت ما نشره على موقع «CNN» حول زيارته تلك، وهو ما يستحق أن نسميه قصيدة حب فى القاهرة «عاصمة العواصم» كما أطلق عليها هو.
سعدت كثيرًا عندما وجدت كيف استطاع «كويست» أن يضع يده على مكامن الجمال فى القاهرة، وأن يرى بعينه ما لم ترَه عيون أخرى ربما تعيش فيها وتتنفس هواءها.
يقول «كويست»، فى مقدمة تقريره الذى نشره تحت عنوان: «عاصمة العواصم تتطور فى ظل أسرارها القديمة»: «هناك مدن، وهناك عواصم، ثم هناك القاهرة»، وقد أعجبنى بشدة هذا التعبير والوصف الذى يعطى مكانة كبرى مستحقة لعاصمتنا الجميلة.
يُكمل «كويست»- الذى قدم عددًا من البرامج فى الهند وأستراليا والولايات المتحدة الأمريكية- وصفه للقاهرة بأنها المدينة الفوضوية الساحرة الرائعة الملهمة، موطن لطاقة خاصة بها وحدها، ولجاذبية أكثر من أى مكان آخر على هذا الكوكب.
يصف سوق «خان الخليلى»، التى تقع فى قلب القاهرة، بأنها المكان المثالى لبدء أى رحلة عبر العاصمة المصرية، المكان الذى يمكن فيه للزائرين المنبهرين أن يساوموا على قطع الحلى المقلدة بعبقرية، أن ينهوا زيارتهم ويستعدوا لليوم التالى بالتهام طبق من «الأرز مع اللبن» المغطى بالمكسرات والفواكه والكريمة.
يستمر الرجل ذو التاريخ الإعلامى الكبير فى رصد ما رآه أثناء زيارته، حيث «المتحف المصرى الكبير»، الذى قال إنه كجوهرة تتلألأ على هضبة الجيزة، وفى خلفيتها الأهرامات الثلاثة التى شيدها المصريون القدماء، حيث اقترب موعد افتتاحه بعد مرور حوالى 21 عامًا على وضع حجر الأساس له.
يرى «كويست» أن مسألة انتظار افتتاح المتحف تستحق العناء بالفعل، وتستحق انتظار كل هذه المدة، ولكن بطبيعة الحال، يدين هذا المتحف السحرى بوجوده إلى ماضى مصر القديم المذهل. أما زيارته للأهرامات فكانت الأكثر دهشة، خصوصًا عندما وقف أمامها متعجبًا من هذا البناء العجيب الذى مازال يخفى أسراره.
لا أعلم على وجه الدقة ما إن كان أحدهم قد ترجم له رائعة سيد حجاب «هنا القاهرة» أم لا، إلا أن ما قاله الصحفى الإنجليزى يؤكد أنه ليس فقط اطّلع على القصيدة المحببة لنا، بل إنه كتب قصيدة عصرية مشابهة فى حب القاهرة.