توقيت القاهرة المحلي 23:50:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جودة الهواء ليست ترفًا

  مصر اليوم -

جودة الهواء ليست ترفًا

بقلم - عبد اللطيف المناوي

اقترب فصل الربيع، وخلال الأيام الماضية شهدنا ارتفاعًا طفيفًا فى درجات الحرارة، وفى نفس الوقت من كل عام تبدأ العوالق بالانتشار فى الهواء، ما يزيد من الإصابات الفيروسية والبكتيرية.

أتذكر فى الماضى فترة ما بين تغيير الفصول، كيف كانت تمر بسهولة نسبية، لكنها خلال الفترة الماضية صارت أصعب، وأظن أن هذا بسبب تلوث الهواء، الذى يشكل مصدر قلق كبير فى العالم كله، حيث قدرت منظمة الصحة العالمية أن هذا التلوث يساهم فى نحو سبعة ملايين حالة وفاة مبكرة سنويًا حول العالم.

عقد الكثير من المؤتمرات المتعلقة بالتغيرات المناخية فى العالم، ومنها الدورتان المتعاقبتان كوب 27 وكوب 28، واللتان أقيمتا فى دولتين عربيتين؛ مصر والإمارات، ورغم هذا فإن جودة الهواء فى الدول العربية متراجعة بنسب تتجاوز توصيات منظمة الصحة العالمية بنحو 5 إلى 10 أضعاف، ما يزيد من معدلات الوفيات المبكرة فيها، ويجعل مجمل مناطقها أكثر عرضة لمخاطر التلوث.

كثير من الدراسات البحثية تشير إلى زيادة فى التركيزات السنوية لثانى أكسيد النيتروجين على مستوى العالم، والتى ارتفعت فى نحو 71% من المدن حول العالم، كما زاد التعرض العالمى للأوزون الأرضى، وكانت أعلى الزيادات فى إفريقيا الاستوائية وكوريا الجنوبية والهند.

ويظل العراق هو البلد العربى الأكثر تلوثًا، حيث تتجاوز مستويات الجسيمات الدقيقة المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية بنحو 9 مرات، فيما تشهد مصر زيادات طفيفة فى هذا المؤشر أيضًا، ومعها دول أخرى مثل الإمارات، بينما تشهد البحرين وقطر انخفاضات كبيرة فى تركيز تلك الجسيمات الدقيقة، وذلك بفضل الاستثمارات فى الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة التى من الواجب أن تتوسع فيها البلدان التى تعانى من هواء ملوث.

التقارير أشارت أيضًا إلى أن هناك عوامل طبيعية وبشرية تؤثر فى جودة الهواء، حيث زادت الانبعاثات فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمقدار خمسة أضعاف خلال العقود الثلاثة الماضية، بسبب قلة الاعتماد على الطاقة النظيفة، والاستمرار فى استخدام الوقود الأحفورى وغيره من مسببات تلوث الهواء.

مازالت المؤتمرات العالمية تصدر توصياتها، ومازال المجتمعون يحذرون، ولكن البعض لا يستمع.

جودة الهواء فى مصر والمنطقة العربية تتطلب نهجا متعدد الجوانب، يشمل الاستثمار فى مصادر الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة والكفاءة، ووضع معايير للانبعاثات أكثر صرامة للصناعات، لتقليل الجسيمات الدقيقة فى الجو وتحسين جودة الهواء.

كما يجب توسيع شبكات مراقبة جودة الهواء لتوفير بيانات شاملة، كما يساعد رفع مستوى الوعى العام حول المخاطر الصحية المرتبطة بتلوث الهواء وتعزيز الإجراءات الفردية، فى تحسين جودة الهواء وتخفيف عواقب التلوث.

المعطيات تؤكد على ضرورة مواصلة العمل من أجل مواجهة تلوث الهواء فى العالم العربى، ورغم أن بعض البلدان أحرزت تقدمًا، فإن الصورة العامة لا تزال مثيرة للقلق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جودة الهواء ليست ترفًا جودة الهواء ليست ترفًا



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon