توقيت القاهرة المحلي 12:44:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جودة الهواء ليست ترفًا

  مصر اليوم -

جودة الهواء ليست ترفًا

بقلم - عبد اللطيف المناوي

اقترب فصل الربيع، وخلال الأيام الماضية شهدنا ارتفاعًا طفيفًا فى درجات الحرارة، وفى نفس الوقت من كل عام تبدأ العوالق بالانتشار فى الهواء، ما يزيد من الإصابات الفيروسية والبكتيرية.

أتذكر فى الماضى فترة ما بين تغيير الفصول، كيف كانت تمر بسهولة نسبية، لكنها خلال الفترة الماضية صارت أصعب، وأظن أن هذا بسبب تلوث الهواء، الذى يشكل مصدر قلق كبير فى العالم كله، حيث قدرت منظمة الصحة العالمية أن هذا التلوث يساهم فى نحو سبعة ملايين حالة وفاة مبكرة سنويًا حول العالم.

عقد الكثير من المؤتمرات المتعلقة بالتغيرات المناخية فى العالم، ومنها الدورتان المتعاقبتان كوب 27 وكوب 28، واللتان أقيمتا فى دولتين عربيتين؛ مصر والإمارات، ورغم هذا فإن جودة الهواء فى الدول العربية متراجعة بنسب تتجاوز توصيات منظمة الصحة العالمية بنحو 5 إلى 10 أضعاف، ما يزيد من معدلات الوفيات المبكرة فيها، ويجعل مجمل مناطقها أكثر عرضة لمخاطر التلوث.

كثير من الدراسات البحثية تشير إلى زيادة فى التركيزات السنوية لثانى أكسيد النيتروجين على مستوى العالم، والتى ارتفعت فى نحو 71% من المدن حول العالم، كما زاد التعرض العالمى للأوزون الأرضى، وكانت أعلى الزيادات فى إفريقيا الاستوائية وكوريا الجنوبية والهند.

ويظل العراق هو البلد العربى الأكثر تلوثًا، حيث تتجاوز مستويات الجسيمات الدقيقة المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية بنحو 9 مرات، فيما تشهد مصر زيادات طفيفة فى هذا المؤشر أيضًا، ومعها دول أخرى مثل الإمارات، بينما تشهد البحرين وقطر انخفاضات كبيرة فى تركيز تلك الجسيمات الدقيقة، وذلك بفضل الاستثمارات فى الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة التى من الواجب أن تتوسع فيها البلدان التى تعانى من هواء ملوث.

التقارير أشارت أيضًا إلى أن هناك عوامل طبيعية وبشرية تؤثر فى جودة الهواء، حيث زادت الانبعاثات فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمقدار خمسة أضعاف خلال العقود الثلاثة الماضية، بسبب قلة الاعتماد على الطاقة النظيفة، والاستمرار فى استخدام الوقود الأحفورى وغيره من مسببات تلوث الهواء.

مازالت المؤتمرات العالمية تصدر توصياتها، ومازال المجتمعون يحذرون، ولكن البعض لا يستمع.

جودة الهواء فى مصر والمنطقة العربية تتطلب نهجا متعدد الجوانب، يشمل الاستثمار فى مصادر الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة والكفاءة، ووضع معايير للانبعاثات أكثر صرامة للصناعات، لتقليل الجسيمات الدقيقة فى الجو وتحسين جودة الهواء.

كما يجب توسيع شبكات مراقبة جودة الهواء لتوفير بيانات شاملة، كما يساعد رفع مستوى الوعى العام حول المخاطر الصحية المرتبطة بتلوث الهواء وتعزيز الإجراءات الفردية، فى تحسين جودة الهواء وتخفيف عواقب التلوث.

المعطيات تؤكد على ضرورة مواصلة العمل من أجل مواجهة تلوث الهواء فى العالم العربى، ورغم أن بعض البلدان أحرزت تقدمًا، فإن الصورة العامة لا تزال مثيرة للقلق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جودة الهواء ليست ترفًا جودة الهواء ليست ترفًا



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon