بقلم - عبد اللطيف المناوي
اليوم هو يوم الطفل الفلسطينى، والموافق الخامس من إبريل، وهو اليوم الذى أُقر منذ عام ١٩٩٥، ومنذ هذا التاريخ يُحيى الشعب الفلسطينى هذا اليوم من كل عام، بكافة مؤسساته الرسمية، وبشراكة المؤسسات الأهلية والدولية التى تعنى بالطفولة فى فلسطين.
فى كل سنة ينظم الفلسطينيون العديد من الفعاليات والنشاطات الترفيهية والثقافية والتربوية والرياضية والإعلامية بهدف مناصرة أطفال فلسطين، الذين يعانون افتقاد أبسط حقوق التمتع بطفولتهم البريئة وحق الحياة، جراء الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة فى حقهم.
وكان هذا خلال السنوات الماضية، فما بالنا بسنة هى الأسوأ فى تاريخ الشعب الفلسطينى، فلا أعتقد أنه مر على حياة الطفل الفلسطينى أسوأ من هذه الأيام، حيث قُتل الآلاف من صغار سكان قطاع غزة فى الحرب التى تشنها إسرائيل على القطاع.
وكانت المنظمات العالمية تؤكد باستمرار حق الطفل الفلسطينى فى التعليم، الذى هو مسألة فتحها الآن قد لا يتناسب وبشاعة ما يحدث من حرب الإبادة التى يتعرض لها سكان قطاع غزة، ولكنها فى رأيى لا تقل فداحة عنها لأن إسرائيل لم تكتفِ بقتل الماضى فقط، ولكنها تستهدف قتل المستقبل أيضًا.
وزارة التربية والتعليم العالى الفلسطينية أصدرت بيانًا، أمس، قالت فيه إن جرائم قتل الأطفال وطلبة المدارس فى قطاع غزة ومصادرة حقهم فى الحياة والتعليم جريمة تستوجب العقاب والردع.
واعتبرت الوزارة هذه الجرائم ممارسات يندى لها جبين الإنسانية، وتتجاوز منظومة القوانين والأعراف الدولية، خاصة اتفاقية الطفل، دون تناسى ما يتواصل فى حق الأطفال من جرائم فى محافظات الضفة الغربية، بما فيها القدس.
وطالبت الوزارة دول العالم ومؤسساته ومنظماته الأممية الحقوقية والإنسانية بتحمل مسؤولياتها فى حماية حق أطفال فلسطين وطلبة المدارس، والوقوف فى وجه الاحتلال والجرائم والممارسات القمعية لجيشه ومستعمريه، والتصعيد المتواصل فى المناطق جميعًا لمناسبة يوم الطفل الفلسطينى الذى يصادف اليوم.
ولفتت إلى أن أكثر من عشرة آلاف طفل استُشهدوا، من بينهم ما يزيد على ستة آلاف طالب فى قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر 2023، وأن ستة وخمسين طالبًا من مدارس الضفة الغربية، وهذا إنما يعكس حجم المأساة والجريمة التى يقترفها الاحتلال فى حق أطفالنا وطلبتنا.
الوزارة جددت دعوتها كل المنظمات والمؤسسات المدافعة عن الطفولة والحق فى التعليم إلى القيام بدورها المأمول إزاء الظروف الراهنة فى لجم الانتهاكات المتصاعدة، ووقف الجرائم التى يقترفها الاحتلال فى حق الأطفال والطلبة والكوادر التربوية فى المحافظات جميعًا، ووقف هذا العدوان.
الطفل الفلسطينى يستحق المستقبل لأنه أكثر براءة من القادة، الذين يخططون بغير حسابات، وأكثر براءة من الجندى، الذى يضغط على زر إطلاق القذيفة، فيقتله، ويقتل معه مستقبل شعب يستحق الحياة.