توقيت القاهرة المحلي 07:22:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أن تدير نفسك وانفعالاتك

  مصر اليوم -

أن تدير نفسك وانفعالاتك

بقلم - عبد اللطيف المناوي

لا أعتبر ما سوف أقوله اليوم خروجًا من تلك الحالة المحيطة بنا، حرب فى غزة وشهداء يرتقون على مدار الساعة. اشتباكات متوالية واقتراب من الانقسام والتجزئة فى السودان. عدم استقرار فى ليبيا. ومعطيات اقتصادية وتكنولوجية عالمية تتغير بشكل أسرع من الخيال. فضلًا عن تحديات متزايدة من أجل الاستمرار فى الحياة، وهو أضعف الإيمان.

أحاول هنا أن أتحدث فى منطقة جديرة بالتوقف أمامها، وهى كيفية إدارة النفس والتحكم فى الانفعالات خلال هذا الوقت تحديدًا. وهى المنطقة التى أعتبرها أحد أهم دروس الحياة التى يخطئ من لا يتعلمها ولا يرويها للآخرين.

فإدارة النفس تؤدى حتمًا إلى النجاح، سواء فى العمل أو فى الحياة، ولنضرب مثلًا هنا، وهو أنه ليس كل مدير قائدًا بالضرورة، فالمدير القائد هو من يستطيع أن يدير نفسه، ليدير من حوله، وبالتالى يصبح كل فرد فى أفراد فريقه قادرًا على القيادة وإدارة نفسه، ومن هؤلاء يخرج دائمًا قادة المستقبل.

ولنضرب مثالًا آخر، فكم لاعب كرة قدم فى تاريخنا المصرى يمتاز بمهارة وسرعة وفن أكثر حتى من محمد صلاح، ولكنهم لم يستطيعوا الاستمرار فى الذاكرة، كان صعودهم وانطفاؤهم خاطفًا كالشهاب، فلم يتركوا علامة أو بصمة فى أذهاننا، والفارق هنا بينهم وبين لاعب كصلاح هو الذكاء فى إدارة النفس والانفعالات.

فالتفاعل مع الأحداث مطلوب بالطبع، لكن الانفعال بها وبالتالى اتخاذ قرارات انفعالية غير صائبة هو الضرر بعينه، وأعتقد أن ما يفعله رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى غزة هى تصرفات وقرارات شخص انفعل بشدة مما حدث فى السابع من أكتوبر، لتتجسد انفعالاته فى حرب إبادة للشعب الفلسطينى، وهى الانفعالات التى قابلها البعض بسلسلة من الانفعالات الأخرى. هنا لا أريد أن أكرر الحديث عن مضار المقاطعة كأحد القرارات الانفعالية على الحرب فى غزة، ولكنها بالتأكيد أحد الأمثلة.

ويحضرنى كذلك ما فعله أحد اللاعبين المصريين الكبار للغاية والموهوبين للغاية، والذى قذف بـ«تى شيرت» فريقه فى وجه مدربه فى منتصف رحلته الاحترافية التى انتهت تقريبًا بسبب هذا الانفعال.

أعلم أن الكلام سهل، وأن خوض التجارب هو الأشق، ولكنى أتحدث من واقع خبرة حياتية طويلة، كلفتنى فيها بعض القرارات الانفعالية الكثير، لكن من يخوض التجارب، فيُهزم فى مرة وينتصر فى الأخرى، غير مقبول أن تستمر هزائمه.

وأعتقد أن من أكبر أسباب أزماتنا الحالية هو تكرار الهزائم، وعدم التعلم من التجارب، أعتقد أن إحدى أكبر نتائج قلة عدد من يفهمون جيدًا معنى إدارة النفس والانفعالات هو ما وصلنا إليه فى الأمة العربية حاليًا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أن تدير نفسك وانفعالاتك أن تدير نفسك وانفعالاتك



GMT 06:50 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وإني لحُلوٌ تعتريني مرارةٌ

GMT 06:48 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 06:45 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 06:43 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 06:41 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 06:40 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 06:38 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 06:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

أميركا والفضائيون... أسرار الصمت المدوي

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 00:03 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز
  مصر اليوم - نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon