توقيت القاهرة المحلي 05:55:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العطاء لا يموت

  مصر اليوم -

العطاء لا يموت

بقلم - عبد اللطيف المناوي

كثيرة هى الموضوعات المطروحة للحديث هذه الأيام، لكنّ موقفًا يبدو فى البداية خاصًا قد جذب انتباهى، وعندما تعمقت فيه أكثر وجدت أنه جدير بمشاركته مع القراء لما فيه من زوايا.

لا أعلم إن كانت طبيعة شخصية أم أنها مرتبطة أكثر بالعمر. نرى الجانب الإنسانى ونبحث عنه فى المواقف المختلفة، وتؤثر فينا السلوكيات الراقية، ولعل فى مقدمتها مساعدة الناس.

جلست إلى جانب صديقى العزيز «تريم مطر تريم» فى مجلس عزاء ابنته التى ماتت فجأة فى عمر 24 سنة، يُرينى آخر صورة لها منذ يومين عندما دعته للغذاء، و«تريم» هو رجل أعمال وشخصية عامة فى الإمارات. وقد حكى لى فى هذا الموقف الصعب كيف لاحظ أن ابنته لا تستخدم دخلها فى شراء واقتناء ما تحبه الفتيات فى عمرها. وعندما قلق عليها سألها: ماذا تفعل بما يأتيها من دخل؟،فقصّت عليه حكايتها التى بدأتها منذ سنوات.

كانت الابنة تدرس فى الجامعة، وعندما زارت أوغندا تعاطفت مع معاناة الأطفال والسيدات هناك، فقررت أن يكون هدفها فى الحياة هو مساعدة هؤلاء البشر.

بدأت «حمدة»- وهذا هو اسمها- أعمالها الخيرية فى دول إفريقيا، فالراحلة صاحبة «مؤسسة حمدة للاستثمارات الخيرية»، وقد نفذت عددًا من المشروعات الخيرية، منها حفر بئر باسم والدتها فى قرية «مساكا» الفقيرة بأوغندا، والتى يعانى أهلها نقصًا فى التعليم والعلاج والمأكل والمشرب، كما أسست مشروع معهد مهنى خيرى تنموى فى ذات القرية، وقد حمل اسم «معهد حمدة المهنى الاجتماعى»، واستهدت من خلاله لتأهيل الطلبة مهنيًا وحرفيًا لسوق العمل بالمجان، إضافة إلى تأسيسها مشروع مدرسة «تريم» للأيتام التى تستوعب تعليم 350 طالبًا وطالبة فى جميع المراحل بالمجان، وقد أطلقت عليه هذا الاسم (اسم أبيها) اعترافًا بفضله ولمساندته الدائمة لها، كما داومت على البحث عمن هم فى أمسِّ الحاجة لمد يد العون لها، سواء فى إفريقيا أو فى أى بلد من بلاد العالم.

حكى لى والدها كيف أرادت بيع شىء عزيز عليها لاستكمال بناء المستشفى، فاشتراه منها، حكى لى أن أكثر من 40 مولودة فى مشروعات ابنته الخيرية بأوغندا سمّاهن أهلهن «حمدة».

«حمدة» كانت حديث مواقع التواصل الاجتماعى منذ أيام، حيث تداول البعض صورًا لها وهى وسط أطفال إفريقيا، كما نعاها عدد كبير عبر تلك المواقع، حتى الفنان حسين الجسمى كتب عبر صفحته على منصة «إكس»: «العطاء لا يموت.. الله يرحمها ويغفر لها ويصبّر أهلها وأحبابها».

كثير من الناس عرفوا «حمدة» باعتبارها من أشهر سائقات الدراجات النارية بالإمارات.. لكنهم بعد رحيلها اكتشفوا أنها صاحبة أعمال خيرية.. وكان الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، حاكم الشارقة، خلال زيارته مجلس العزاء، قد وجه بتخصيص مليون درهم من خلال جمعية الشارقة الخيرية لاستكمال مشروعات «حمدة» فى أوغندا.

بعد حكايات الأب الكثيرة عن ابنته، انتهى مجلس العزاء، فتركته بدموع الفقد فى عينيه، والزهو بما فعلته «حمدة» فى حياتها، وأثرها الباقى فى الدنيا بعد رحيلها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العطاء لا يموت العطاء لا يموت



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon