توقيت القاهرة المحلي 20:35:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

علماؤكم وعلماؤنا

  مصر اليوم -

علماؤكم وعلماؤنا

بقلم - عبد اللطيف المناوي

منذ أيام أعلنت الهيئة المانحة لجوائز «نوبل» فوز الثنائى المجرية «كاتالين كاريكو» والأمريكى «درو وايزمان» بجائزة «نوبل» في الطب لعام 2023، لدورهما المهم في تطوير لقاحات كورونا.

وفى حيثيات فوز الثنائى بالجائزة، قالت اللجنة في بيانها إن اكتشافات «كاريكو ووايزمان» ساهمت في اعتماد لقاحين ضد الوباء، الأمر الذي أنقذ ملايين الأرواح حول العالم.

مع ظهور جائحة «الكوفيد» في 2019، اعتقد الكثيرون أن مسألة ظهور لقاح يستطيع أن يكون ذا فاعلية على الفيروس المنتشر صعبة للغاية، وقد ساهم في ذلك الإغلاق الكبير الذي عانت معه الاقتصادات الكبرى في العالم، وتقييد حركة التبادل العلمى، فضلًا عن استمرار الفيروس في حصد أرواح الآلاف، وقدرته على التطور والتحور لنسخ أخرى أشد وأقوى في الانتشار.

وكان الغريب عندما تبادر إلى أسماعنا حينها أن العلماء يحاولون تصنيع لقاحات ضد كورونا لا تعمل مثل اللقاحات التقليدية المتاحة منذ فترة طويلة، والتى تستند إلى فيروسات ميتة أو مضعفة طويلة الأمد، مثل لقاحات الدرن والحصبة والحمى الصفراء، والتى حصل بسببها «ماكس ثايلر» على جائزة «نوبل» في الطب في عام 1951، بل لقاحات تستند إلى مكونات فيروسية فردية، وذلك عن طريق تعديل في شفرات الأحماض النووية «m RNA»، وهو ما فعله الثنائى الفائز بالجائزة.

وقد وافقت منظمة الصحة العالمية على اللقاحين وهما «فايزر- بيونتك»، و«موديرنا»، وأنتجت منهما ملايين الجرعات، وبدأ انتشارهما في العالم كله، ووصل هذان اللقاحان إلى أقصى مشارق الأرض ومغاربها، وساهما بنسبة كبيرة في الحد من أزمة الكوفيد.

وعلى تداعى الأحداث وكثرتها خلال تلك الفترة إلا أننى أتذكر جيدًا كيف تعامل البعض هنا في مصر مع اللقاحات، بل ظهرت العديد من الدعوات- للأسف تزعمها بعض الأطباء- إلى عدم جدوى تلك اللقاحات، بل ظن الكثيرون أنها مضرة بالإنسان، وكانت أكثر الشطحات ما قاله البعض بأن اللقاحات ما هي إلا دواء يساهم في قتل الإنسان!.

ولا أرى أن هناك فارقًا كبيرًا بين منطق هؤلاء ومنطق من كفروا العلماء في السابق وسجنوهم، أو من يحكمون بأن نهايتهم جهنم لأن دينهم ليس الإسلام، ولهؤلاء فقط أدعوهم أن يقارنوا بين من ساهموا بالعلم في بقائهم أحياء كمخترعى البنسلين أو اللقاحات السابقة أو لقاحات كورونا بأشخاص مثل الزرقاوى وبن لادن وكثير من الإرهابيين!.

كما لا أرى كذلك فارقًا بين هذا المنطق ومنطق من يسخر من البحث العلمى، ويقلل من أهميته، ولهذا أختم بجزء آخر من بيان لجنة «نوبل» وتحديدًا في قولها: إن اكتشافات «كاريكو ووايزمان» ساهمت في مواجهة واحد من أكبر التهديدات لصحة الإنسان في العصر الحديث.

ألا يكفى هذا الاعتراف لأن ننظر للعلم نظرة منصفة؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علماؤكم وعلماؤنا علماؤكم وعلماؤنا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 15:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
  مصر اليوم - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 13:12 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

أوميغا 3 يساهم في إبطاء نمو سرطان البروستاتا لدى الرجال

GMT 00:28 2024 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تارا عماد تكتشف سرًا يربطها بوالدتها

GMT 18:55 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

المصري يبدأ توزع دعوات مباراة بطل سيشل

GMT 06:45 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

مشاجرة بين مروان محسن ورضا عبد العال بسبب "الأهداف"

GMT 06:45 2020 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "الهلال" السعودي بين مطرقة "كورونا" وسندان "الديربي"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon