توقيت القاهرة المحلي 06:10:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أمريكا وحركة التاريخ

  مصر اليوم -

أمريكا وحركة التاريخ

بقلم - عبد اللطيف المناوي

(أمريكا تسقط. أمريكا تغرق. أمريكا تعانى).

بدأ العالم يلوك مثل هذه المصطلحات مؤخرًا لأسباب عدة، منها ما هو سياسى، ومنها ما هو اقتصادى، ومنها ما هو اجتماعى، وبعضها أحلام يقظة أو أمنيات انتقامية.

لكن هل هذا من الممكن أن يحدث؟. هل فعلًا الولايات المتحدة الأمريكية بكل هذا الصيت وهذه القوة يمكن ألا يكون لها وجود مؤثر فى العالم؟.

التاريخ يعلمنا ألّا نستبعد شيئًا مثل هذا، فكم من إمبراطورية قديمة كانت ذات صيت وقوة صارت أثرًا سمعيًّا بعد عين، فقادة روما فى القرون الوسطى أنفقوا ببذخ على الإدارة الإمبراطورية، فيما موّلت إسبانيا مغامراتها العسكرية وإمبراطوريتها الممتدة على مستوى العالم بالاقتراض المكثف من الخارج والضرائب المرتفعة، كما أدى الإنفاق الحربى للإمبراطورية البريطانية فى القرنين الـ18 و19 إلى ارتفاع الديون، إذ وجدت الدولة العظمى حينها نفسها غير قادرة على تحمل الإنفاق المطلوب للحفاظ على قوتها ووحدتها الداخلية. وكثير من النماذج الأخرى.

ولكن الغريب فى الأمر أن تنبؤ السقوط بدأ هو الآخر يزحف إلى الداخل الأمريكى، وتحديدًا وسائل الإعلام ذات الشهرة الواسعة عالميًّا، ومنها على سبيل المثال صحيفة «وول ستريت جورنال»، التى أفردت منذ أيام تقريرًا مطولًا عنوانه: «هل ستغرق الديون الإمبراطورية الأمريكية؟»، مستشهدة فى ذلك بنماذج لإمبراطوريات سقطت شرقًا وغربًا متأثرة بالديون المُميتة!.

هناك بعض الأرقام التى حملها التقرير من المهم للغاية أن نعرفها:

28 تريليون دولار هو حجم الدَّيْن الوطنى المتراكم فى أمريكا.

892مليار دولار يجب أن تدفعها الحكومة الأمريكية خلال العام المالى الحالى كمدفوعات للفائدة على الدَّيْن، ما يعنى أن مدفوعات الفائدة تتجاوز المبلغ الذى أُنفق على الدفاع، بل يطابق الإنفاق على الرعاية الطبية!، وما أدراكم ما أهمية الرعاية الطبية بالنسبة للمواطن الأمريكى!.

الصحيفة الأمريكية أكدت أنه قبل 12 عامًا بلغ إجمالى الدَّيْن الحكومى نحو 70% من الناتج المحلى الإجمالى للبلاد، بينما سيعادل الدَّيْن هذا العام الناتج المحلى الإجمالى بالكامل، فى حين من المتوقع أن يصل بحلول عام 2028 إلى مستوى قياسى يبلغ 106% من الناتج المحلى الإجمالى، وهو ما يعادل الرقم القياسى الذى تم تسجيله خلال الإنفاق الكبير لتمويل الحرب العالمية الثانية!.

ومع اقترابنا من الانتخابات الأمريكية، التى يتنافس فيها وجهان قديمان، بدأ كل واحد منهما يلعب على هذا الوتر الحساس، فالجمهوريون، الذين يمثلهم ترامب، وعدوا الناخب الأمريكى بخفض الضرائب، بينما أعد الديمقراطيون، الذين يمثلهم بايدن، نظامًا ضرائبيًّا وعد الناخب بعدم زيادة الضرائب على الأسر التى يقل دخلها عن 400 ألف دولار سنويًّا.. فضلًا عن وعود أخرى لكلا الحزبين تتعلق بالإنفاق العسكرى على أوكرانيا وإسرائيل وغيرها مما يحتاجه البيت الأمريكى نفسه.

الوضع هناك ربما يكون صعبًا، وربما تصدق حركة التاريخ، وربما يصدق المحللون.. ولكن فى إمكان الدولة الأمريكية أن تنتشل نفسها من هذه الأزمة، إن امتلكت الأدوات والقادرين على الاستخدام الصحيح لهذه الأدوات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمريكا وحركة التاريخ أمريكا وحركة التاريخ



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon