توقيت القاهرة المحلي 07:22:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«ضبط النفس» الهدف المستحيل

  مصر اليوم -

«ضبط النفس» الهدف المستحيل

بقلم - عبد اللطيف المناوي

كل الأطراف تطالب بوقف التصعيد وضبط النفس، وفى نفس الوقت كل الأطراف تنفخ فى نيران الصراع إلى الدرجة التى تنذر باشتعال كامل لن يتمكن أحد من السيطرة عليه.
كل طرف يؤكد أنه يمارس ضرباته فى إطار الدفاع عن النفس، وكل ضربة تدفع المنطقة خطوة جديدة نحو التأزم الكامل.

فجر أمس شن الجيشان الأمريكى والبريطانى ضربات جوية ضد أهداف متعددة للحوثيين فى اليمن، فيما يُمثل ردًا مهما بعد أن حذرت الولايات المتحدة وحلفاؤها، الجماعة المسلحة المدعومة من إيران، من أنها ستتحمل عواقب الهجمات المتكررة بالطائرات بدون طيار والصواريخ، على سفن الشحن التجارى فى البحر الأحمر، والتى يقول الحوثيون إنها انتقام ضد إسرائيل لحملتها العسكرية فى غزة.

يقول الحوثيون إنهم يستهدفون السفن المتجهة إلى إسرائيل، ولكن يصعب التأكيد أن الـ 27 هجوما التى شنوها ضد السفن المارة فى البحر الأحمر متجهة إلى إسرائيل. الأمر الآخر أن الحوثيين تسببوا بالفعل فى توجيه تهديدات حقيقية إلى أمن وسلامة وحرية الملاحة الدولية فى البحر الأحمر، الأمر الذى يعنى التأثير على كل الدول بدرجات متفاوتة، وتتأثر مصر تحديدا بدرجة ملحوظة؛ بسبب تأثر حركة المرور فى قناة السويس، التى هى الممر الرئيس بين آسيا وأوروبا.

وتأتى هذه الضربات بعد أن وافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، على قرار يدعو الحوثيين إلى «وقف هجماتهم الوقحة» فى الممر المائى الحيوى تجاريا. ورغم أن الولايات المتحدة نفذت ضربات ضد الجماعات المحسوبة على إيران فى العراق وسوريا منذ اندلاع الحرب فى غزة، إلا أن هذه تمثل أول ضربة معروفة ضد الحوثيين فى اليمن.

الحوثيون يدينون الهجمات عليهم، ويعتبرون أن لهم الحق فى توجيه هجمات ضد السفن وتهديد الملاحة العالمية، لكن لا أحد له الحق فى توجيه اللوم لهم، وأطراف متعددة فى المنطقة وفى العالم لم تتخذ مواقف واضحة تمنع الخطر المحدق بالمنطقة خرجت لانتقاد الهجوم الأمريكى البريطانى ضد الحوثيين واعتباره اعتداء على سيادة اليمن.

إيران تحاول جاهدة عدم الانخراط فى الصراع الدائر فى المنطقة، لكن فى نفس الوقت تسعى لدفع أذرعها فى المنطقة «للتحرش» المستمر بأطراف متعددة من الفاعلين فى الأزمة المتصاعدة فى المنطقة. أما الولايات المتحدة، التى رفعت الحظر عن جماعة الحوثيين، ومن تبعها فى الهجوم الأخير، بريطانيا، تتحدث عن أمن المنطقة وسلامة الملاحة واستقرار الأمن والسلام فى المنطقة، وتبرر هجومها تحت هذه العناوين، فى الوقت الذى لا تقوم فيه بدورها، الذى تستطيعه، فى وقف العدوان الإسرائيلى على غزة، الذى هو أساس انهيار الأوضاع فى المنطقة، والذى إن توقف لكان ذلك خطوة مهمة لوقف التدهور الذى تشهده المنطقة.

الكل يتحدث عن ضبط النفس وهو ينفخ فى نار الصراع الذى يهدد كل المنطقة، حتى الآن على الأقل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ضبط النفس» الهدف المستحيل «ضبط النفس» الهدف المستحيل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 00:03 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز
  مصر اليوم - نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon