توقيت القاهرة المحلي 02:34:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«ضبط النفس» الهدف المستحيل

  مصر اليوم -

«ضبط النفس» الهدف المستحيل

بقلم - عبد اللطيف المناوي

كل الأطراف تطالب بوقف التصعيد وضبط النفس، وفى نفس الوقت كل الأطراف تنفخ فى نيران الصراع إلى الدرجة التى تنذر باشتعال كامل لن يتمكن أحد من السيطرة عليه.
كل طرف يؤكد أنه يمارس ضرباته فى إطار الدفاع عن النفس، وكل ضربة تدفع المنطقة خطوة جديدة نحو التأزم الكامل.

فجر أمس شن الجيشان الأمريكى والبريطانى ضربات جوية ضد أهداف متعددة للحوثيين فى اليمن، فيما يُمثل ردًا مهما بعد أن حذرت الولايات المتحدة وحلفاؤها، الجماعة المسلحة المدعومة من إيران، من أنها ستتحمل عواقب الهجمات المتكررة بالطائرات بدون طيار والصواريخ، على سفن الشحن التجارى فى البحر الأحمر، والتى يقول الحوثيون إنها انتقام ضد إسرائيل لحملتها العسكرية فى غزة.

يقول الحوثيون إنهم يستهدفون السفن المتجهة إلى إسرائيل، ولكن يصعب التأكيد أن الـ 27 هجوما التى شنوها ضد السفن المارة فى البحر الأحمر متجهة إلى إسرائيل. الأمر الآخر أن الحوثيين تسببوا بالفعل فى توجيه تهديدات حقيقية إلى أمن وسلامة وحرية الملاحة الدولية فى البحر الأحمر، الأمر الذى يعنى التأثير على كل الدول بدرجات متفاوتة، وتتأثر مصر تحديدا بدرجة ملحوظة؛ بسبب تأثر حركة المرور فى قناة السويس، التى هى الممر الرئيس بين آسيا وأوروبا.

وتأتى هذه الضربات بعد أن وافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، على قرار يدعو الحوثيين إلى «وقف هجماتهم الوقحة» فى الممر المائى الحيوى تجاريا. ورغم أن الولايات المتحدة نفذت ضربات ضد الجماعات المحسوبة على إيران فى العراق وسوريا منذ اندلاع الحرب فى غزة، إلا أن هذه تمثل أول ضربة معروفة ضد الحوثيين فى اليمن.

الحوثيون يدينون الهجمات عليهم، ويعتبرون أن لهم الحق فى توجيه هجمات ضد السفن وتهديد الملاحة العالمية، لكن لا أحد له الحق فى توجيه اللوم لهم، وأطراف متعددة فى المنطقة وفى العالم لم تتخذ مواقف واضحة تمنع الخطر المحدق بالمنطقة خرجت لانتقاد الهجوم الأمريكى البريطانى ضد الحوثيين واعتباره اعتداء على سيادة اليمن.

إيران تحاول جاهدة عدم الانخراط فى الصراع الدائر فى المنطقة، لكن فى نفس الوقت تسعى لدفع أذرعها فى المنطقة «للتحرش» المستمر بأطراف متعددة من الفاعلين فى الأزمة المتصاعدة فى المنطقة. أما الولايات المتحدة، التى رفعت الحظر عن جماعة الحوثيين، ومن تبعها فى الهجوم الأخير، بريطانيا، تتحدث عن أمن المنطقة وسلامة الملاحة واستقرار الأمن والسلام فى المنطقة، وتبرر هجومها تحت هذه العناوين، فى الوقت الذى لا تقوم فيه بدورها، الذى تستطيعه، فى وقف العدوان الإسرائيلى على غزة، الذى هو أساس انهيار الأوضاع فى المنطقة، والذى إن توقف لكان ذلك خطوة مهمة لوقف التدهور الذى تشهده المنطقة.

الكل يتحدث عن ضبط النفس وهو ينفخ فى نار الصراع الذى يهدد كل المنطقة، حتى الآن على الأقل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ضبط النفس» الهدف المستحيل «ضبط النفس» الهدف المستحيل



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon