توقيت القاهرة المحلي 16:38:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القاضية الأوغندية

  مصر اليوم -

القاضية الأوغندية

بقلم - عبد اللطيف المناوي

مفهومٌ أن يصوت قاضٍ إسرائيلى ضد أربعة من الإجراءات المؤقتة، التى طالبت جنوب إفريقيا باتخاذها ضد تل أبيب فى محكمة العدل الدولية، ومفهومٌ أيضًا أن يصوت هذا القاضى الإسرائيلى لصالح تطبيق إجراءين من تلك الإجراءات، هما: توصيل المساعدات إلى غزة، ووقف التحريض العلنى على العنف. وقبوله هذين الإجراءين قد يكون عملًا بمبدأ ذَرّ الرماد فى العيون، أو حتى ربما يكون موقفًا حقيقيًّا باعتبار أن توصيل المساعدات ووقف التحريض إجراءات لا يستطيع إنسان أن يعارضها فى حرب راح ضحيتها الآلاف من أبناء غزة.

لكن أن تأتى من شرق إفريقيا قاضية من أجل أن تصوت ضد كل الإجراءات المؤقتة، فهذا أمر يثير الريبة والبحث فى الوقت ذاته.

خلال اليومين الماضيين، امتلأت المواقع الإلكترونية العربية بأخبار وتقارير حول تلك القاضية الأوغندية، واسمها جوليا سيبوتيندى، وذلك بعد معارضتها كل الإجراءات المؤقتة، التى طالبت بها (جارتها فى القارة) جنوب إفريقيا ضد إسرائيل فى محكمة العدل الدولية، لدرجة أن الحكومة الأوغندية ذاتها تبرأت من هذه الفعلة، ما دعا مندوب أوغندا الدائم لدى الأمم المتحدة إلى تأكيد أن موقف القاضية لا يمثل سياسة حكومة أوغندا بشأن الوضع فى فلسطين.

فى حيثيات تصويتها ضد الإجراءات، أكدت القاضية الأوغندية أن اختصاص محكمة العدل الدولية يقتصر على اتفاقية الإبادة الجماعية، ولا يمتد إلى الانتهاكات المزعومة للقانون الإنسانى الدولى. وبغض النظر عن رأيها، الذى ترتكز فيه على سند قانونى، إلا أن الانتقادات التى طالتها تتركز فى صعوبة أن يرفض شخص يحمل صفة (الإنسانية) إجراءات مثل إدخال مساعدات لشعب مُحاصَر، تم تهجير أغلبه، أو الوقوف ضد التحريض العلنى على العنف، أو مطالبة دولة بتجنب أفعال الإبادة الجماعية!.

كان من المقبول أن يكون هذا الموقف من إسرائيل مثلًا، أو من دولة لم ترَ ويلات الحرب، ولكن القاضية الأوغندية بالتأكيد شهدت الحرب الطاحنة، التى اندلعت بين بلدها أوغندا وتنزانيا فى السبعينيات والثمانينيات، وكذلك من المؤكد أنها شهدت ويلات الحرب الأهلية فى بلادها، والتى حدث خلالها تطهير عرقى دفع ثمنه آلاف من بنى جنسها.

الأمر الوحيد الذى قد يبرر موقفها هو ما حدث أثناء الحرب الأوغندية التنزانية، حيث كانت منظمة التحرير الفلسطينية حليفة للجنرال الأوغندى عيدى أمين، وقد أرسلت المنظمة حينها بعض رجالها لمساعدة الجيش الأوغندى ضد الجيش التنزانى والقوات الأوغندية المعارضة لـ«أمين»، والذى انتهت الحرب إلى إبعاده. ربما تكون القاضية قد اتخذت موقفها بسبب هذا الموقف التاريخى. وهى هنا حتى تكون قد حادت عن جوهر فكرة القضاء لأن انحياز القضاة مع أو ضد بناءً على موقف هو قمة العار وعدم المسؤولية.

الحقيقة أننى أحاول أن أبحث لتلك القاضية عن مبرر لأن ما قالته حول اختصاص محكمة العدل الدولية يتنافى مع موقفها فى قضايا جرائم حرب مماثلة، ومن ضمنها قضية ضد الرئيس الليبيرى تشارلز جانكاى تايلور، أو غيرها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القاضية الأوغندية القاضية الأوغندية



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 02:55 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025
  مصر اليوم - أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon