توقيت القاهرة المحلي 02:34:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القاضية الأوغندية

  مصر اليوم -

القاضية الأوغندية

بقلم - عبد اللطيف المناوي

مفهومٌ أن يصوت قاضٍ إسرائيلى ضد أربعة من الإجراءات المؤقتة، التى طالبت جنوب إفريقيا باتخاذها ضد تل أبيب فى محكمة العدل الدولية، ومفهومٌ أيضًا أن يصوت هذا القاضى الإسرائيلى لصالح تطبيق إجراءين من تلك الإجراءات، هما: توصيل المساعدات إلى غزة، ووقف التحريض العلنى على العنف. وقبوله هذين الإجراءين قد يكون عملًا بمبدأ ذَرّ الرماد فى العيون، أو حتى ربما يكون موقفًا حقيقيًّا باعتبار أن توصيل المساعدات ووقف التحريض إجراءات لا يستطيع إنسان أن يعارضها فى حرب راح ضحيتها الآلاف من أبناء غزة.

لكن أن تأتى من شرق إفريقيا قاضية من أجل أن تصوت ضد كل الإجراءات المؤقتة، فهذا أمر يثير الريبة والبحث فى الوقت ذاته.

خلال اليومين الماضيين، امتلأت المواقع الإلكترونية العربية بأخبار وتقارير حول تلك القاضية الأوغندية، واسمها جوليا سيبوتيندى، وذلك بعد معارضتها كل الإجراءات المؤقتة، التى طالبت بها (جارتها فى القارة) جنوب إفريقيا ضد إسرائيل فى محكمة العدل الدولية، لدرجة أن الحكومة الأوغندية ذاتها تبرأت من هذه الفعلة، ما دعا مندوب أوغندا الدائم لدى الأمم المتحدة إلى تأكيد أن موقف القاضية لا يمثل سياسة حكومة أوغندا بشأن الوضع فى فلسطين.

فى حيثيات تصويتها ضد الإجراءات، أكدت القاضية الأوغندية أن اختصاص محكمة العدل الدولية يقتصر على اتفاقية الإبادة الجماعية، ولا يمتد إلى الانتهاكات المزعومة للقانون الإنسانى الدولى. وبغض النظر عن رأيها، الذى ترتكز فيه على سند قانونى، إلا أن الانتقادات التى طالتها تتركز فى صعوبة أن يرفض شخص يحمل صفة (الإنسانية) إجراءات مثل إدخال مساعدات لشعب مُحاصَر، تم تهجير أغلبه، أو الوقوف ضد التحريض العلنى على العنف، أو مطالبة دولة بتجنب أفعال الإبادة الجماعية!.

كان من المقبول أن يكون هذا الموقف من إسرائيل مثلًا، أو من دولة لم ترَ ويلات الحرب، ولكن القاضية الأوغندية بالتأكيد شهدت الحرب الطاحنة، التى اندلعت بين بلدها أوغندا وتنزانيا فى السبعينيات والثمانينيات، وكذلك من المؤكد أنها شهدت ويلات الحرب الأهلية فى بلادها، والتى حدث خلالها تطهير عرقى دفع ثمنه آلاف من بنى جنسها.

الأمر الوحيد الذى قد يبرر موقفها هو ما حدث أثناء الحرب الأوغندية التنزانية، حيث كانت منظمة التحرير الفلسطينية حليفة للجنرال الأوغندى عيدى أمين، وقد أرسلت المنظمة حينها بعض رجالها لمساعدة الجيش الأوغندى ضد الجيش التنزانى والقوات الأوغندية المعارضة لـ«أمين»، والذى انتهت الحرب إلى إبعاده. ربما تكون القاضية قد اتخذت موقفها بسبب هذا الموقف التاريخى. وهى هنا حتى تكون قد حادت عن جوهر فكرة القضاء لأن انحياز القضاة مع أو ضد بناءً على موقف هو قمة العار وعدم المسؤولية.

الحقيقة أننى أحاول أن أبحث لتلك القاضية عن مبرر لأن ما قالته حول اختصاص محكمة العدل الدولية يتنافى مع موقفها فى قضايا جرائم حرب مماثلة، ومن ضمنها قضية ضد الرئيس الليبيرى تشارلز جانكاى تايلور، أو غيرها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القاضية الأوغندية القاضية الأوغندية



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon