توقيت القاهرة المحلي 01:45:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ومازالت محاكمة التاريخ مستمرة

  مصر اليوم -

ومازالت محاكمة التاريخ مستمرة

بقلم - عبد اللطيف المناوي

بدأت، أمس، فى محكمة العدل الدولية، وقائع جلسات الدعوى التى أقامتها جنوب إفريقيا، واتهمت فيها إسرائيل بانتهاك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، معتبرة أن الهجوم الذى شنته حركة حماس فى السابع من أكتوبر لا يمكن أن يبرر ارتكابها هذه الجرائم فى قطاع غزة.

استمعت المحكمة لكلمة ممثل جنوب أمام المحكمة، رونالد لامولا، كما استمعت للمحامية بالمحكمة العليا لجنوب إفريقيا، عادلة هاشم، التى نقلت وجهة نظر بلادها فيما يحدث فى غزة، مؤكدة أن بريتوريا تعتبر أن إسرائيل انتهكت المادة الثانية من اتفاقية (الإبادة الجماعية)، بارتكاب أفعال تندرج ضمن تعريف الإبادة الجماعية.

وتُظهر الأفعال نمطًا منظمًا من السلوك يمكن من خلاله استنتاج الإبادة الجماعية، بل إن العمليات العسكرية الإسرائيلية قد دفعت السكان إلى حافة المجاعة، وسط توقعات دولية بأن ضحايا العدوان سيزدادون جراء الجوع والمرض.

وركز ممثلو جنوب إفريقيا أمام المحكمة على بعض الوقائع، ومنها أن إسرائيل تُخضع الشعب الفلسطينى للفصل العنصرى، وأن النظام الدولى فشل فى منع حدوث إبادة جماعية فى غزة، مؤكدين فى الوقت ذاته إدانتهم لفعلة حماس من استهداف المدنيين واحتجاز الرهائن فى السابع من أكتوبر. وقد طلبت جنوب إفريقيا- على لسان ممثليها- مبدئيًّا أن تأمر المحكمة بالوقف الفورى للهجوم العسكرى الإسرائيلى على قطاع غزة.

وقائع جلسات الاستماع مستمرة إلى اليوم الجمعة، حيث استمعت المحكمة لمبررات جنوب إفريقيا لإقامة الدعوى أمس، ثم تستمع لرد إسرائيل اليوم، ومن المتوقع أن يدفع ممثل إسرائيل بنفى ارتكاب بلاده الجريمة، واعتبارها دفاعًا عن النفس، على أن تصدر المحكمة حكمها هذا الشهر، وسواء كان الحكم فى صالح الشعب الفلسطينى أو فى غير صالحه، فإن إسرائيل اعتادت بشكل صارخ الاعتداء على كل القرارات الأممية، وانتهاك كل القوانين الدولية.

إن إصدار قرار من المحكمة باعتبار أن ما ترتكبه إسرائيل جريمة إبادة لن يفيد الفلسطينيين فى شىء، إذ تمتلئ أدراج أهلنا الفلسطينيين بعشرات من القرارات الأممية ضد إسرائيل، والتى لم تحترمها تل أبيب، لكنها ستكون بمثابة اعتراف من مؤسسة أممية بحق الشعب الفلسطينى فى العيش بأمان، فى ظل رأى عام عالمى ينظر بعين واحدة للقضية، حتى إنه يمنع المتجمهرين أمام المحكمة من رفع الأعلام الفلسطينية، فى مقابل ترك الإسرائيليين يرفعون أعلامهم كما يشاءون!.

فكرة إقامة الدعوى من دولة جنوب إفريقيا فى حد ذاتها مكسب للفلسطينيين خلال اللحظة الحالية لأنها أولًا دولة ليست عربية، وبالتالى فإن دفوعها ومصداقيتها فى الطرح ستكون ذات قيمة لدى هيئة المحكمة، فضلًا عن أنها دولة خاضت تجربة الفصل العنصرى من قبل، وهو ما يعطيها الخبرة فى طرح القضية بالأساس.

وسواء كان الحكم فى صالح الفلسطينيين أم فى غير صالحهم، فإن محكمة التاريخ لا تزال منعقدة، وسوف تستمر فى انعقادها لسنوات وسنوات حتى يقضى الله أمرًا فيكون مفعولًا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ومازالت محاكمة التاريخ مستمرة ومازالت محاكمة التاريخ مستمرة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:51 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
  مصر اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 21:37 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية
  مصر اليوم - إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية

GMT 23:02 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025
  مصر اليوم - هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025

GMT 19:53 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

سقوط طائرة في كولومبيا ومقتل 7 من ركابها

GMT 17:57 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

شبح مورينيو يعود للظهور في مانشستر يونايتد

GMT 08:54 2019 الأحد ,10 شباط / فبراير

الأهلي يكشف أسباب أزمة المؤجلات

GMT 14:16 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

أداما تراوري يُبرز جدية ليونيل ميسي في التدريبات

GMT 09:59 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

طليق رانيا يوسف يوجّه رسالة لها بعد أزمة فستانها الفاضح

GMT 03:08 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد عبد الحفيظ يُعلن عن صفقات الأهلي الجديدة خلال أيام

GMT 04:18 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

تامر حسني يُرزق بطفله الثالث ويكشف عن اسمه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon