توقيت القاهرة المحلي 04:31:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ومازالت محاكمة التاريخ مستمرة

  مصر اليوم -

ومازالت محاكمة التاريخ مستمرة

بقلم - عبد اللطيف المناوي

بدأت، أمس، فى محكمة العدل الدولية، وقائع جلسات الدعوى التى أقامتها جنوب إفريقيا، واتهمت فيها إسرائيل بانتهاك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، معتبرة أن الهجوم الذى شنته حركة حماس فى السابع من أكتوبر لا يمكن أن يبرر ارتكابها هذه الجرائم فى قطاع غزة.

استمعت المحكمة لكلمة ممثل جنوب أمام المحكمة، رونالد لامولا، كما استمعت للمحامية بالمحكمة العليا لجنوب إفريقيا، عادلة هاشم، التى نقلت وجهة نظر بلادها فيما يحدث فى غزة، مؤكدة أن بريتوريا تعتبر أن إسرائيل انتهكت المادة الثانية من اتفاقية (الإبادة الجماعية)، بارتكاب أفعال تندرج ضمن تعريف الإبادة الجماعية.

وتُظهر الأفعال نمطًا منظمًا من السلوك يمكن من خلاله استنتاج الإبادة الجماعية، بل إن العمليات العسكرية الإسرائيلية قد دفعت السكان إلى حافة المجاعة، وسط توقعات دولية بأن ضحايا العدوان سيزدادون جراء الجوع والمرض.

وركز ممثلو جنوب إفريقيا أمام المحكمة على بعض الوقائع، ومنها أن إسرائيل تُخضع الشعب الفلسطينى للفصل العنصرى، وأن النظام الدولى فشل فى منع حدوث إبادة جماعية فى غزة، مؤكدين فى الوقت ذاته إدانتهم لفعلة حماس من استهداف المدنيين واحتجاز الرهائن فى السابع من أكتوبر. وقد طلبت جنوب إفريقيا- على لسان ممثليها- مبدئيًّا أن تأمر المحكمة بالوقف الفورى للهجوم العسكرى الإسرائيلى على قطاع غزة.

وقائع جلسات الاستماع مستمرة إلى اليوم الجمعة، حيث استمعت المحكمة لمبررات جنوب إفريقيا لإقامة الدعوى أمس، ثم تستمع لرد إسرائيل اليوم، ومن المتوقع أن يدفع ممثل إسرائيل بنفى ارتكاب بلاده الجريمة، واعتبارها دفاعًا عن النفس، على أن تصدر المحكمة حكمها هذا الشهر، وسواء كان الحكم فى صالح الشعب الفلسطينى أو فى غير صالحه، فإن إسرائيل اعتادت بشكل صارخ الاعتداء على كل القرارات الأممية، وانتهاك كل القوانين الدولية.

إن إصدار قرار من المحكمة باعتبار أن ما ترتكبه إسرائيل جريمة إبادة لن يفيد الفلسطينيين فى شىء، إذ تمتلئ أدراج أهلنا الفلسطينيين بعشرات من القرارات الأممية ضد إسرائيل، والتى لم تحترمها تل أبيب، لكنها ستكون بمثابة اعتراف من مؤسسة أممية بحق الشعب الفلسطينى فى العيش بأمان، فى ظل رأى عام عالمى ينظر بعين واحدة للقضية، حتى إنه يمنع المتجمهرين أمام المحكمة من رفع الأعلام الفلسطينية، فى مقابل ترك الإسرائيليين يرفعون أعلامهم كما يشاءون!.

فكرة إقامة الدعوى من دولة جنوب إفريقيا فى حد ذاتها مكسب للفلسطينيين خلال اللحظة الحالية لأنها أولًا دولة ليست عربية، وبالتالى فإن دفوعها ومصداقيتها فى الطرح ستكون ذات قيمة لدى هيئة المحكمة، فضلًا عن أنها دولة خاضت تجربة الفصل العنصرى من قبل، وهو ما يعطيها الخبرة فى طرح القضية بالأساس.

وسواء كان الحكم فى صالح الفلسطينيين أم فى غير صالحهم، فإن محكمة التاريخ لا تزال منعقدة، وسوف تستمر فى انعقادها لسنوات وسنوات حتى يقضى الله أمرًا فيكون مفعولًا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ومازالت محاكمة التاريخ مستمرة ومازالت محاكمة التاريخ مستمرة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 14:39 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الفلفل الحار يساهم في تخفيف الوزن ودعم التمثيل الغذائي
  مصر اليوم - الفلفل الحار يساهم في تخفيف الوزن ودعم التمثيل الغذائي

GMT 22:31 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلى علوي تشارك بـ 4 أفلام في صالات السينما خلال عام واحد
  مصر اليوم - ليلى علوي تشارك بـ 4 أفلام في صالات السينما خلال عام واحد

GMT 12:17 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

غوارديولا يؤكّد أن محمد صلاح ينتظره مستقبل كبير

GMT 02:00 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

حكايات السبت

GMT 11:37 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

"أحن إليك"

GMT 12:43 2021 السبت ,24 إبريل / نيسان

تيليجرام يساعد الهاكرز على اختراق هاتفك

GMT 10:52 2021 الأحد ,21 شباط / فبراير

الخطيب يطمئن على بعثة الأهلي في تنزانيا

GMT 11:56 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

حسام حسن يقترب من الأهلي أو الزمالك

GMT 18:58 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

نادي بوردو يفوز على أنجيه 2-1 في الدوري الفرنسي

GMT 16:13 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تحليل رابيد تيسيت للاعبي سيراميكا قبل مواجهة الأهلي

GMT 02:58 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يتوج بجائزة جديدة في الدوري الإيطالي

GMT 05:08 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

"صحة البرلمان" تُعلن أن السيسي وضع استراتيجية مواجهة "كورونا"

GMT 12:40 2020 الأحد ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ليفربول يتحرك لضم أوزان كاباك لتعويض غياب فان دايك

GMT 12:37 2020 الأحد ,25 تشرين الأول / أكتوبر

موعد مباراة أرسنال ضد ليستر سيتي والقناة الناقلة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon